إحياء الزيارة والتبرّك بها (١).
وقال الشيروانيّ : والسّنّة في حقّهم : التأدّب في زيارتهم ، وعدم رفع الصوت عندهم ، والبعد عنهم قدر ما جرت به العادة في زيارتهم في الحياة ؛ تعظيما لهم وإكراما (٢).
وكذلك قالوا بمحبوبيّة الدفن عند الصالحين ؛ لما روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين ، فإنّ الميّت يتأذّى بجارِ سوء كما يتأذّى الحيّ بجار السوء.
وقد جرت سيرتهم على ذلك رغم ضعف سند الخبر السابق وإدراج ابن الجوزيّ ذلك في الموضوعات.
قال محبّ الدين الطبريّ الشافعيّ : ويُمكن أن يُستنبط من تقبيل الحجر واستلام الأركان ، جواز تقبيل ما في تقبيله تعظيمٌ لله تعالى ؛ فإنّه إنْ لم يرد فيه خبر بالندب لم يرد بالكراهة ، قال : وقد رأيت في بعض تعاليق جدّي محمّد بن أبي بكر ، عن الإمام أبي عبد الله محمّد بن أبي الصيف : أنّ بعضهم كان إذا رأى المصاحف قبّلها ، وإذا رأى أجزاء الحديث قبّلها ، وإذا رأى قبور الصالحين قبّلها ، ولا يبعد هذا والله أعلم في كلّ ما فيه تعظيم لله تعالى (٣).
وبهذا فقد عرفنا أنّ ما يجب تعظيمه يحرم انتهاك حرمته أيضا ، بل يجب الدفاع عنه كالحيلولة دون هدم الكعبة ، وحرق المصحف الشريف ، وإهانة قبر النبيّ الأكرم وقبور أئمّة البقيع ، والاستهانة بالمساجد ، واحتقار قبور الأنبياء والأوصياء ، وتنجيس أضرحة المعصومين ، ودخول الجنب
________________
١ ـ سنن المطالب ٣ : ٣٠ ، دار الكتب العلمية ـ بيروت.
٢ ـ حواشي الشيرواني ٣ : ١٧٥.
٣ ـ عمدة القاري ٩ : ٢٤١.