أو القول : مَن دافع عن العترة بقلبه ولسانه ويده وجبت له الجنّة! وأمثال هذه الاقوال ، فهي کلها واقعية وهي موجودة في روايات أهل البيت عليهمالسلام.
لأنّ الكون وما فيه ، وجنّة الفردوس ونعيمها تُعادل في المفهوم القرآنيّ مودّة القربى ، فلا يستبعد أن تُعطى الجنّة لدمعةٍ خالصةٍ سُكبت على الحسين ، أو لدفاعٍ مُستميتٍ عن كرامة الأئمّة والزهراء عليهمالسلام ، أو لنشر فضائل الأئمّة في بلدٍ تُخفى فيه فضائلهم ، أو لا يعرفونها ، لأنّها تساوي إبلاغ الرسالة كلّها ، لأنّ تلك الدمعة ، وذلك الدفاع ، ونقل تلك الفضيلة ، قد تُزحزح الإنسان عن النار وتدخله الجنّة (فَمَن زُحْزِحَ عِنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) (١) و : (مَن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ) (٢) ، لأنّ التزحزح وحده لا يكفي ، بل يجب أن يستتبعه الدخول في الجنّة.
أي أنّ ذلك الشخص بدمعة عينه ، أو دفاعه ، أو نقله للفضائل في بلد لا يذکرونه أو يميتونه قد استحقّ ما يدخل به الجنّة ونعيمها وهو المصرّح به في روايات أهل البيت.
منها ما جاء عن الإمام الباقر عليهالسلام ، قال : كان علي بن الحسين عليهاالسلام يقول : أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليهالسلام دمعةً حتّى تسيل على خَدِّه بوَّأَهُ الله بها في الجنّة غرفا يسكنها أحقابا.
وأَيّما مؤمن دمعت عيناه حتّى تسيل على خدّه فينا لأذىً مسّنا من عدوِّنا في الدُنيا بوّأَه الله في الجنّةِ مبوَّأَ صدقٍ.
وأَيّما مؤمن مسّه أَذىً فينا فدمعت عيناه حتّى تسيل على خدّه من مَضاضَةِ ما أُوذِي فينا صرَفَ الله عن وجهه الأذى ، وآمنه يوم القيامة من سخطه
________________
١ ـ آل عمران : ١٨٥.
٢ ـ الأنعام : ١٦٠.