الزكيِّ عثمان بن عفَّان) ، وأعلن يزيد بقصده الانتقام في شعره :
لستُ مِن خِندفَ إنْ لمْ أنتقم |
|
مِن بَني أحمد ما كان فعل |
علِم ابن النبي (صلَّى الله عليه وآله) تصميم آل حربٍ ، على انتقامهم مِن آل عليٍّ ، مَهْما تظاهر هؤلاء بمُسالمتهم ومُطاوعتهم ، ومَهْما تظاهر آل حربٍ لهم بالأمان والإيمان ، وقد أكَّد هذا العِلْم غَدر ابن زياد بابن عمِّه مُسلم ، وإعطائه الأمان ، حتَّى إذا خَلع سلاحه قتله شرَّ قتله.
وأجلى مِن ذلك غَدر مُعاوية بأخيه الحسن (عليه السّلام) ، ودسِّه السَّمَّ إلى مَن قتله ، بعد أنْ صالحه وصافحه وتنازل له عن خِلافته المعقودة له ، فهل ترى ابن النبي (صلَّى الله عليه وآله) بعد ذلك كلِّه يُعيد الامتحان ويُجرِّب المُجرَّب؟
كلاَّ ، إذن فالحسين وجد نفسه مَقتولاً إذا لم يُبايع ، ومَقتولاً إذا بايع ، لكنَّه إنْ بايع اشترى مع قتله قَتْل مَجدِه ، وقَتْل آثار جَدِّه ، أمَّا إذا لم يُبايع ، فإنَّما هي قتلة واحدة تُحيي بها آلامه ، وشعائر الدين ، والشرافة الخالدة.