وعلى أيِّ حال ؛ فإنِّ مروان نقض على الوليد أمراً كان قد أبرمه ، غير أنّ الخبر لم يكُ يَنتشر خارج المدينة لمُراقبة الوالي ، وفَقْد وسائل المُخابرات.
أمّا الحسين (عليه السّلام) ، فقد عَرِف أنَّ مروان سوف يُخابِر يزيد على عزل الوالي ، أو يَحمل الوالي على الوقيعة بالحسين (عليه السّلام) وآله ، وأنَّ يزيد وحزبه يَنقادون لإرادات مروان ، بشخصيَّته البارزة في الحِزب السُفياني ، وقديم عِدائه للنبي وآله ، وقد كان هو وأبوه طريدَي رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ، وملعونيَنِ على لسانه ، فلابُدَّ وأنْ يَنتقم مِن ريحانة الرسول بالمِثل ، أو يزيد ، فلم يَجد الحسين (عليه السّلام) بُدَّاً سِوى الهِجرة سِرّاً إلى حرم الله ، ومِنه إلى اليمن.