صَدَقَ وكَذَبَ مروان ، صدق في توحيد المراوي ، وكَذَبَ في تعطيشنا وتعطيش مجموع الأُمَّة منها ، أمَّا أنْ يُهدِّدنا بقطع الأعناق ، فلسوف أُمدُّ عُنقي ليُقطع حتَّى يكون مِن وريدي منهل تستقي منه الأُمَّة ماء بطيبة الماء الذي حفره أجدادنا في بئر زمزم.
محمد : ـ وما تقصد ـ يا أخي الحسين ـ؟ أنا لا أُحبُّ أنْ أرضخ لتهديد يزيد ، أو لأيِّ آخر يُرهبنا به بنو حرب ، أنا أعرف أنَّ الأُمَّة بحاجة إلينا ـ يا أبا عبد الله ـ وأنا أُريد أنْ أشُدَّ عزمك على طرح المُبايعة لك ، فلتكن المُبايعة ردَّة شاءها الخصم ، فلنعتمدها أيضاً سلاحاً عليه ، إلى أنْ يَقيض الله لنا وقتاً يُمكننا مِن التخلُّص مِن أوزار الماضي التي لا تزال الآن تُفعَل! أنت لا تُريد أنْ تلجأ إلى اليمن حيث يُمكننا أنْ نلتقط الأنفاس ، ونُنظِّم قوانا للمُقاومة ، ولكنْ فلنُحاول ـ على الأقلِّ ـ أنْ نُحرِّك أعصاب الجزيرة ، وأعصاب الكوفة والبصرة ، إنَّ لنا رصيداً قويَّاً عند كلِّ هذه القبائل ، لابُدَّ أنْ يلبِّينا للتخلُّص مِن نيْر يزيد ، ونِيْر مروان ، ونِيْر بني حرب!!!
إنَّ الأسئلة التي طرحها الوالي المخلوع ، لا تزال بحاجة إلى جواب صريح ، ألا يكون عليك ، لا على مروان بن الحَكم ، أنْ تُجيب عليها؟
الحسين : ـ اصغ إليَّ ـ يا محمد ـ عندي وحدي الجواب عليها ، ولن تقتنع بها إنْ لم تفهمني الفهم الصحيح ، افتح أُذنيك الكبيرتين والعميقتين يا محمد ؛ فالموضوع كبير وعميق إذا أردت أنْ تُصغي : أنا ما موَّهت على الوالي بالمُبايعة ، بلْ قصدت أنْ أُلهي أُذنيه بحروفها ليظنَّ أنَّها ليزيد ، في حين أنَّها ـ في قصدي الوسيع ـ للأُمَّة التي تجمعني إليها قُدسيَّة الإمامة ، أمَّا إلهاء