هذا حال عقيل مع معاوية ، وحينئذ فأيّ نقص يلمّ به والحالة هذه؟!
وعلى الوصف الذي أتينا به تعرف أنّه لا صحة لما رواه المتساهلون في النّقل من كونه مع معاوية بصفين ؛ فإنّه ممّا لم يُتأكد إسنادُهُ ولا عُرِفَ متنُه ، ويُضادُه جميعُ ما ذكرناه ، كما يبعده كتابه من مكّة إلى أمير المؤمنين عليهالسلام حين أغار الضحّاك على الحيرة وما والاها ، وذلك بعد حادثة صفين ، وهذه صورة الكتاب :
لعبد اللّه أمير المؤمنين ، من عقيل بن أبي طالب :
سلام عليك ، فإنّي أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو. أمّا بعد ، فإنّ اللّه حارسك من كُلّ سوء ، وعاصمك من كُلّ مكروه وعلى كُلّ حال ، فإنّي خرجت إلى مكّة معتمراً ، فلقيت عبد اللّه بن أبي سرح مُقبلاً من (قديد) في نحو من أربعين شابّاً من أبناء الطُّلقاء ، فعرفت المنكر في وجوههم ، فقلت : إلى أين يا أبناء الشانئين؟ أبمعاوية لاحقون ؛ عداوة للّه منكم غير مُستنكَرة ، تُريدون إطفاء نور اللّه وتبديل أمره؟
فأسمعني القوم وأسمعتهم ، فلمّا قدمت مكّة سمعت أهلها يتحدّثون أنّ الضحّاك بن قيس أغار على الحيرة فاحتمل من أموالها ما شاء ، ثُمّ انكفأ راجعاً سالماً ، وإنّ الحياة في دهرٍ جرّأ عليك الضحّاك لذميمة ، وما الضحّاك إلاّ فقع بقرقر. وقد توهّمت حيث بلغني ذلك أنّ شيعتك وأنصارك خذلوك ، فاكتب إليّ يابن أبي برأيك ؛ فإنْ كنتَ الموت تُريد ، تحمّلتُ إليك ببَني أخيك وولد