العصمة
إنّ مِنَ المُمكنَ جدّاً وليس بمحال على اللّه تعالى ، أنْ يُنشىء كياناً لا تقترب منه العيوب ، أو يخلق إنساناً لا يقترف الذنوب ، ولقد أوجد جلّ شأنه ذواتاً مُقدّسةً ، ونفوساً طاهرةً ، وجبت فيهم العصمة من الآثام ، وتنزّهوا عن كُلِّ رجس : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١).
وقد اتَّفق أرباب الحديث والتراجم على حصر هؤلاء المُنزّهين بالخمسة أصحاب الكساء ، وهُمْ : محمّدٌ وعليٌّ ، وفاطمةُ ، والحسنُ والحسينُ عليهمالسلام.
ثُمّ أثبت أصحاب السّيرة ما يُضحك الثكلى ويلحق بالخرافات ، فكان للغيرِ مجالُ الطعن والمناقشة ، ذكروا أنّ النّبي صلىاللهعليهوآله لمّا بلغ من العمر سنتين ، وكان خلف البيوت عند بني سعد مع أترابٍ له ، أتاه رجلان عليهما ثيابٌ بيض ، مع أحدهما طست من ذهب مملوء ثلجاً ، فشقّا بطنه وقلبه ، واستخرجا منه علقة سوداء هي مغمز الشيطان!
وطربوا لذلك ؛ حيث إنّ اللّه بلطفه وكرمه قدّس نبيّه الكريم من هذه العلقة! ولكن ما أدري لماذا صنع به هذه العملية الدامية وهو طفلٌ صغير لا يقوى على تحمّل الآلام ومعانات الجروح الدامية؟! ألم
__________________
(١) سورة الأحزاب / ٣٣.