تقبيلُ القبر
ممّا يدلّ على رجحان تقبيل قبر العبّاس بن أمير المؤمنين عليهماالسلام ما رواه في مزار البحار ص ١٨٠ ، عن مؤلّف المزار الكبير ، عن صفوان الجمّال ، عن الصادق عليهالسلام ... وساق الزيارة للحسين إلى أنّ قال :
«ثُمّ تأتي إلى قبرِ العبّاس بنِ عليٍّ ، وتقول : السّلامُ عليكَ أيُّها الوليُّ ... إلى أنْ قال : ثُمّ تنكبُّ على القبرِ وتُقبّلهُ ، وتقول : بأبي واُمِّي يا ناصر دين اللّه! السّلام عليك يابن أمير المؤمنين ، السّلام عليك يا ناصر الحُسينِ الصدِّيق ، السّلام عليك يا شهيدُ ابنُ الشَّهيدِ ، السّلامُ عليكَ منِّي أبداً ما بقيتُ ، وصلّى اللهُ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ» (١).
وفيه كفاية لمَن يتطلّب النّصّ على المشروعية والرجحان ، ويضاف إليه ما ذكره المفيد وابن المشهدي وابن طاووس في مزاراتهم ؛ فإنّهم قالوا بعد الاستئذان : ثُمّ ادخل وانكبّ على القبر ، وقُلْ : السّلام عليك أيّها العبد الصالح ... إلى آخره.
ولهذا وأمثاله كان شيخ المُحقّقين ونخبة المُرتاضين ، مُجدّد المذهب في المئة الثانية عشر محمّد باقر البهبهاني إذا دخل إلى حرم أبي الفضل عليهالسلام يُقبّل عتبة الباب كما يفعل في حرم سيّد الشُّهداء عليهالسلام (٢) ، وفعلُ هذا المُتبحّرِ حُجّةٌ ، وعملهُ أكبر برهان لمَن يتَّبع الحقّ : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ) (٣).
__________________
(١) المزار للمشهدي / ٤٣٣ ، بحار الأنوار ٩٨ / ٢٦١.
(٢) أسرار الشهادة / ٦٦.
(٣) سورة يونس / ٣٥.