السّدانة
السّدانة : هي خدمة المعبد والقيام بشؤونه ولوازمه ، وتحرّي كلاءته عن أي عادية ، وقد اتّخذت العرب بيوتاً تُعظّمها كتعظيم الكعبة ، وجعلوا لها حُجَّاباً وسدنة ، وكانوا يهدون إليها كما يهدون إلى الكعبة ، ويطوفون كما يطوفون بالكعبة ، وينحرون بها مثلها. كلّ ذلك مع معرفتهم فضل البيت الحرام والكعبة المُشرّفة ؛ لأنّها بناء الخليل (١).
فالبيت المُعظّم الذي يُتَّخذ معبداً ومأوى للوفود والزائرين ، ومحلاً للدعاء والابتهال ، لا بّد وأنْ يُجعل له حَجبة وسدنة يرعون حُرمته ، فنصبُ السَّادنِ من لوازم جلالة المحلِّ ووجود المثمنات فيه ، فلنْ تجد محلاً له شأنٌ إلاّ ورأيتَ له خدمة.
وبمناسبة منعة المحلّ لا يُقيّض له منْ سوقةِ النَّاسِ ومَن لا كفاءة له بالقيام بالخدمة ؛ لأنّ فيه حطّاً من كرامته ، وتحطيماً لمكانته ، فمِن حقِّ المقام أنْ يكونَ السّادنُ شريفَ قومه وكريم
__________________
(١) البداية والنهاية لابن كثير ٢ / ٢٤٣ ، السّيرة النبويّة لابن هشام ١ / ٥٤ ، تفسير ابن كثير ٤ / ٢٧١.