مشهدُ الرأس
ذكر أربابُ المقاتل : أنّ عمر بن سعد أمر بالرؤوس فقُطعت ، فكانت ثمانية وسبعين رأساً ، أخذت كندة ثلاثة عشر [رأساً] ، وأقبلت هوازن باثني عشر [رأساً] ، وجاءت تميم بسبعة عشر رأساً ، وأقبلت بنو أسد بستّة عشر رأساً ، واختصَّت مذحج بسبعة ، ولسائر الجيش ثلاثة عشر رأساً (١).
وساروا بها إلى الكوفة ، ثُمّ سيّر ابن زياد رأس الحسين عليهالسلام ورؤوس مَن قُتل معه من أهله وصحبه مع السّبايا إلى يزيد بالشام (٢).
__________________
(١) اللهوف في قتلى الطفوف / ٨٥ ، لواعج الأشجان / ١٩٧.
(٢) تاريخ الطبري ٤ / ٣٥١ ، الكامل في التاريخ لابن الأثير ٤ / ٨٣ الثقات لابن حبّان ٢ / ٣١٣ ، ينابيع المودَّة للقندوزي الحنفي ٣ / ٢٩ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ / ٢٨٠ ، بلاغات النّساء لابن طيفور / ٢١ ، البداية والنّهاية لابن كثير ٨ / ٢٠٩.
وقد تعصّب ابن تيمية فأنكر بعث ابن زياد للسبايا والرؤوس إلى يزيد ، وهو إنكارٌ باطلٌ ردّه كثيرٌ من المُحدّثين والمؤرِّخين.
قال الذهبي في السّير ٣ / ٣١٩ : أحمد بن محمّد بن حمزة : حدّثني أبي عن أبيه ، قال : أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي ، قال : رأيت امرأة من أجمل النّساء وأعقلهنَّ ، يُقال لها : (ريّا) ، حاضنة يزيد ـ يُقال : بلغت مئة سنة ـ ، قالت : دخل رجلٌ على يزيد ، فقال : أبشر ، فقد أمكنك اللّه من الحسين ، وجيء برأسه. قالت : فوضع في طست ، فأمر الغلام فكشف ، فحين رآه خمر وجهه كأنه شمّ منه. فقلتُ لها : أقرعَ ثناياه بقضيبٍ؟ قالتْ : أي واللّه.
وقد حدّثني بعض أهلنا أنّه رأى رأس الحسين مصلوباً بدمشق ثلاثة أيّام ، وحدّثتني ريّا أنّ الرأس مكث في خزائن السّلاح حتّى ولي سلمان ، فبعث