السّابقة على زمان ابن [طاووس] الذي هو في القرن السّابع.
وجاء في نصّ الشيخ الطوسي ، ففي مصباح المتهجد ص ٤٩٩ : إنّ الصادق عليهالسلام قال لصفوان الجمّال : «إذا أتيتَ الفُراتَ (أعني شرعة الصادق بالعلقمي) ، فقُلْ : اللهمّ ، أنتَ خيرُ مَنْ وفدَ ...» (١).
وعلى هذا يكون قول الفاضل السيّد جعفر الحلّي على الحقيقة :
وَهوَى بِجَنبِ العلْقميِّ فَلَيتَهُ |
|
لِلشَّاربينَ بِهِ يُدافُ العلقمُ |
نعم ، لم يُعرف السّبب في التسمية به ، وما قيل في وجهه : (إنّ الحافر للنَّهر رجلٌ من بني علقمة ، بطن من تميم ، ثُمّ من دارمٍ جدّهم علقمة بن زرارة بن عدس) لا يُعتمد عليه ؛ لعدم الشاهد الواضح.
ومثله في ذكر السّبب : كثرة العلقم حول حافَتَي النّهر ، وهو كالقول بأنّ عضد الدولة أمر بحفر النّهر ووكله إلى رجل اسمه علقمة ؛ فإنّها دعاوى لا تعضدها قرينة ، على أنّك عرفت أنّ التسمية كانت قبل عضد الدولة.
وحُكي في الكبريت الأحمر ج ٢ ص ١١٢ عن السيّد مجد الدِّين محمّد المعروف بمجدي ـ من معاصري الشيخ البهائي ـ في كتابه زينة المجالس ، المُؤلَّف سنة ١٠٠٤ : أنّ الوزير السّعيد ابن العلقمي لمّا بلغه خطاب الصادق عليهالسلام للنهر : «إلى الآنَ تجري وقدْ حُرمَ جدِّي منك!». أمر بسدّ النّهر وتخريبه ، ومنْ أجله حصل خراب الكوفة ؛ لأنّ ضياعها كانت تُسقى منه.
__________________
(١) مصباح المتهجد للشيخ الطوسي / ٧١٨ ، المزار للشهيد الأوّل / ١١٨.