السّماء وتصعد مثلها من الأرض ، ورأيتُ عند غياب الشمس أسداً هائل المنظر يتخطّى القتلى حتّى وقف على جسد جلّلته الأنوار ، فكان يُمرّغ وجهه وجسده بدمه ، وله صوت عالٍ ، ورأيت شموعاً مُعلّقة وأصواتاً عالية ، وبكاءً وعويلاً ، ولا أرى أحداً (١).
وفي مناقب ابن شهر آشوب ج ٢ ص ١٩٠ : روى جماعة من الثّقات : أنّه لمّا أمر المُتوكّل بحرث قبر الحسين عليهالسلام ، وأنْ يجري عليه الماء من العلقمي ، أتى زيد المجنون وبهلول المجنون إلى كربلاء ونظرا إلى القبر لم يتغيّر بما صنعوا (٢).
وفي هذا دلالة على وصف النّهر بالعلقمي في تلك الأيّام ، ويؤكّد ذلك ما في مزار البحار ص ١٦١ عن مزارَي المفيد وابن المشهدي من ورود روايةٍ بزيارة العبّاس عليهالسلام غير مُقيّدة بوقت ، وفيها : إذا وردتَ أرض كربلاء فانزل منهما بشاطئ العلقمي ، ثُمّ اخلع ثياب سفرك واغتسل غسل الزيارة مندوباً ، وقل ... (٣).
وفي تحيّة الزائر ص ١٣٥ ، ذكر عنهما وعن الشهيد الأوّل وابن طاووس ورود روايةٍ بزيارةٍ للحسين عليهالسلام ، وقالوا : إذا وردت قنطرة العلقمي ، فقُلْ : إليك اللهمّ قصد القاصد ... (٤).
والظاهر منه ورود لفظ العلقمي في الرواية وليس من كلام العلماء ؛ خصوصاً بعد العلم بأنّهم لا يذكرون إلاّ ما يعتمدون عليه في الروايات ، ومنه نعرف أنّ نهر العلقمي كان معروفاً في الأزمنة
__________________
(١) مدينة المعاجز ٤ / ٧٠ ، الباب ١٢٧ ، بحار الأنوار ٤٥ / ١٩٣.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ / ٢٢١ ، وعنه بحار الأنوار ٤٥ / ٤٠١ ، والعوالم / ٧٢٧.
(٣) المزار للشيخ المفيد / ٩٩ ، المزار للمشهدي / ٣٧٠.
(٤) المزار للمشهدي / ٤١٨ ، بحار الأنوار ٩٨ / ٢٣٢.