عمارةُ مرقد العبّاس
إذا تمهّد ما ذكرناه ، فمشهد سيّدنا أبي الفضل عليهالسلام من أظهر مصاديق تلك البيوت التي أذن الله أنْ تُرفع ويُذكر فيها اسمه ، كما أنّه في الرعيل الأوّل من اُولئك الصدّيقين والشُّهداء الصالحين ، وفي تشييد قبّته السامية إبقاء لما أوعزنا إليه من السرّ في انحياز قبره عن مجتمع الشُّهداء.
وإذا أعلَمَنا الإمام الصادق عليهالسلام في زيارته بما له من المقام الرفيع في ملأ القدس ، وعند مجتمع الأنبياء والرسل عليهمالسلام ، وقد حاز بذلك إكباراً منهم وتبجيلاً حتّى غبطه ـ على ما حباه اللّه ـ جميع الشُّهداء والصدّيقين. [و] لتفرّده بتلك المنعة والخطر كان الاحتفاء بمشهده القدسي ، من العمارة والتعاهد ، من أوّليات فرائض عالم الشُّهود.
ثُمّ إنّه سبحانه قيّض لعمارة هذا المشهد الكريم اُناساً قدّر لهم الخير والسعادة ، وأجرى على أيديهم المبرّات ففازوا بالباقيات