الصالحات ، وكانت لهم الذكرى الخالدة في الدارين ، والسعادة في النشأتين ؛ من ملوك واُمراء ، وعلماء ووجهاء ، فتعاقب عليه العمران ، وفي كُلّ يوم يزداد بهجة وبهاءً حتّى تجلَّى ـ كما هو اليوم ـ في أبهج المناظر بقبّته التي تحاكي السّماء رفعة ، وإنْ شئت النُّجوم بهجة ، وذلك الحرم المنيع المضاهي للعرش عظمة ، وأروقته المغشّاة بالقوارير التي تفوقُ الأفلاك بذخاً ، وذلك الصحن الذي هو ساحة القدس وباحة الجلال ، والبهو الكبير الذهبي الذي دونه عرش الملك ومناط الاُبّهة ، فحاكى غُرفَ الجنان وصروحها.
ويتحدّث المؤّرخون : أنّ الشاه طهماسب في سنة ١٠٣٢ هجرية زيّن القبّة السامية بالكاشاني ، وبنى شبّاكاً على الصندوق ، ونظّم الرواق والصحن ، وبنى البهو أمام الباب الأوّل للحرم ، وأرسل الفرش الثمينة من صنع إيران.
وفي سنة ١١٥٥ هـ أهدى نادر شاه إلى الحرم المُطهّر تُحفاً كثيرة ، وزيّن بعض تلك المباني بالقوارير.
وفي سنة ١١١٧ هـ زار الحسين عليهالسلام وزيره الشّهم ، فجدّد صندوق القبر ، وعمّر الرواق ، وأهدى ثريا يوضع فيها الشمع لإنارة الحرم الشريف.
وبعد حادثة الوهابيّة بكربلاء سنة ١٢١٦ هـ ، ونهب ما في الحرم من الأعلاق النّفيسة والذخائر المثمنة ، نهض الشاه فتح علي وجدّد ما نُهب من الحسين وأخيه أبي الفضل عليهماالسلام ، وعمّر قبّة العبّاس