قلتُ : ومَن ذلك الرجل؟
قال : محمّدٌ صلىاللهعليهوآله.
ثُمّ رأيت عمرَ بن سعد وقوماً لم أعرفهم في أعناقهم سلاسل من حديد ، والنّار تخرج من أعينهم وآذانهم ، ورأيت النّبيّين والصّدّيقين قد أحدقوا بمحمّد صلىاللهعليهوآله ، فقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله لعليٍّ : «ما صنعتَ؟».
قال : «لمْ أتركْ أحداً مِن قاتلِي الحسينِ إلاّ جئتُ بهِ». فقدَّموهم أمام رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وهو يسألهم عمّا صنعوا بولده يوم كربلاء ، فواحدٌ يقول : أنا حميت الماء عنه.
والآخر يقول : أنا رميته.
والثالث يقول : أنا وطأت صدره.
ورابع يقول : أنا قتلت ولده.
وهو يبكي حتّى بكى مَن حوله لبكائه ، ثمّ أمر بهم إلى النّار. وجيء برجلٍ ، قال صلىاللهعليهوآله له : «ما صنعت؟».
قال كنتُ نجّاراً ، وما حاربتُ ولا قتلتُ.
فقال : «لقد كثّرتَ السّوادَ على وَلدِي». فأمر به إلى النّار.
ثُمّ قدّموني إليه ، فحكيت له فِعلي ، فأمر بي إلى النّار. فلمّا قصّ الرؤيا على مَن حضر عنده ، يبس لسانُه ومات نصفُه ، وهلك بأسوأ حال ، وقد تبرّأ منه كُلُّ مَن سمع وشاهد.
وفي مدينة المعاجز ص ٢٦٣ باب ١٢٧ : روي عن رجل أسدي قال : كنتُ زارعاً على نهر العلقمي بعد ارتحال عسكر بني اُميّة ، فرأيت عجائباً لا أقدر أنْ أحكي إلاّ بعضاً منها : إذا هبّت الريح تمرّ علىّ نفحات كنفحات المسك والعنبر ، وأرى نجوماً تنزل من