أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (١٤١))
تفسير المفردات
جاز الشيء وجاوزه وتجاوزه : عدّاه وانتقل عنه ، والعكوف على الشيء : الإقبال عليه وملازمته تعظيما له ، والأصنام واحدها صنم : وهو ما يصنع من الخشب والحجر أو المعدن مثالا لشىء حقيقى أو خيالى ليعظّم تعظيم العبادة ؛ وقد اتخذ بعض العرب فى الجاهلية أصناما من عجوة التمر فعبدوها ثم جاعوا فأكلوها ، والتمثال لا بد أن يكون مثالا لشىء حقيقى ، وقد يكون للعبادة فيسمى صنما ، وقد يكون للزينة الذي يكون على جدران بعض القصور أو أبوابها أو فى حدائقها ، وقد يكون للتعظيم غير الديني كالتماثيل التي تنصب لبعض الملوك وكبار العلماء والقواد للتذكير بتاريخهم وأعمالهم للاقتداء بهم.
والتعظيم الديني يكون الغرض منه التقرب من المعبود وطلب ثوابه بدفع ضرر أو جلب منفعة من طريق الغيب باعتقاد أن له سلطة غيبية أو تعظيم ما يذكر به من صورة أو تمثال أو قبر أو غير ذلك من آثاره لأجل التقرب إليه وقصد الانتفاع به فى الأمور التي لا تنال بالأسباب العامة ، وكل ذلك عبادة له ولله بالاشتراك ، وهذا مظهر من مظاهر الشرك الجلى التي تعتبر كفرا مهما اختلفت تسميتها ، والتبار والتّبر : الهلاك ، والتتبير : الإهلاك والتدمير ، فيقال تبّره : أهلكه ودمره ، وباطل : أي هلك وزائل لا بقاء له ، وبغى الشيء وابتغاه : طلبه.
المعنى الجملي
بعد أن بين سبحانه أنواع نعمه على بنى إسرائيل بأن أهلك عدوهم وأورثهم أرضهم وديارهم أتبع ذلك بالنعمة الكبرى عليهم وهى أنه جاوز بهم البحر آمنين ،