إلى ضرائحهم المقدّسة ، والأخبار الواردة بمنع دخول الجنب في بيوتهم عليهمالسلام وهي كثيرة.
ومنها : صحيحة بكر بن محمّد المرويّة في «بصائر الدرجات» قال : خرجنا من المدينة نريد [منزل] الصادق عليهالسلام فلحقنا أبو بصير خارجا من زقاق وهو جنب ، ولا نعلم حتّى دخلنا على الصادق عليهالسلام ، فرفع رأسه إلى أبي بصير فقال : «يا أبا محمّد! أما تعلم أنّه لا ينبغي لجنب أن يدخل بيوت الأنبياء عليهمالسلام؟» قال : فرجع أبو بصير ودخلنا (١).
ومثله روى في «قرب الإسناد» (٢) ، ولفظ «لا ينبغي» وإن لم يكن ظاهرا في الحرمة ، إلّا أنّ أبا بصير كان دخوله لأجل تحصيل الفقاهة الواجبة والمعارف اللازمة ، بل ربّما كان أبو بصير يسأل عن واجب أو حرام يجب معرفتهما ومعرفة بعض أحكامهما أو أحوالهما وجوبا مضيّقا أو فوريّا.
مع أنّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم (٣) وفي كلّ وقت ، كما هو مقتضى الأخبار (٤) فكيف أخرج المعصوم عليهالسلام ـ بهذا الكلام ـ أبا بصير؟ لأنّه فهم عدم رضاء المعصوم عليهالسلام فخرج ، بل أنكر على دخوله ، فتعيّن خروجه خلوصا عن إنكاره ، وبعد ما خرج أقرّه عليه.
بل الكشّي روى هذه الحكاية بالنحو الذي ذكر ، إلّا أنّ فيها : أنّ المعصوم عليهالسلام بعد دخولهم عليه أحدّ النظر إلى أبي بصير وقال : «هكذا تدخل بيوت الأنبياء وأنت جنب؟» فقال : أعوذ بالله من غضب الله وغضبك ، وأستغفر الله ولا
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٢٤١ الحديث ٢٣ ، وسائل الشيعة : ٢ / ٢١١ الحديث ١٩٥٢.
(٢) قرب الإسناد : ٤٣ الحديث ١٤٠.
(٣) في (ف) و (ز ١) و (ط) : مؤمن ومؤمنة ، بدلا من : مسلم.
(٤) الكافي : ١ / ٣٠ ، باب فرض العلم ووجوب طلبه والحث عليه.