قوله : (المشهور). إلى آخره.
اتّفق جمهور علمائنا على عدم طهارة جلد الميتة بالدباغ ، وادّعى في «الخلاف» الإجماع (١) ، وكذا الشهيد في «الذكرى» (٢). بل ربّما كان من ضروريات المذهب كحرمة القياس ، وإن خالف فيهما ابن الجنيد على ما نقل عنه (٣).
حجّة المشهور وجوه :
الأوّل : الاستصحاب.
الثاني : توقّف البراءة اليقينيّة في العبادات التوقيفيّة على التنزّه منها.
الثالث : العمومات الدالّة على نجاسة الميتة وما فيه روح ممّا له نفس سائلة وخرج روحه من دون تذكية (٤).
الرابع : العمومات الدالّة على عدم الانتفاع من الميتة مطلقا ، مثل صحيحة عليّ بن المغيرة ، قال للصادق عليهالسلام : جعلت فداك ، الميتة ينتفع بشيء منها؟ قال : «لا» قلت : بلغنا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مرّ بشاة ميّتة ، فقال : «ما كان على أهل هذه الشاة إذا لم ينتفعوا بلحمها أن ينتفعوا بإهابها؟» فقال : «تلك شاة لسودة بنت زمعة وكانت شاة مهزولة لا ينتفع بلحمها فتركوها حتّى ماتت ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما كان على أهلها إذا لم ينتفعوا بلحمها أن ينتفعوا بإهابها ، أي تذكّى» (٥).
__________________
(١) الخلاف : ١ / ٦٢ المسألة ٩.
(٢) ذكرى الشيعة : ١ / ١٣٣.
(٣) نقل عنه العلّامة في مختلف الشيعة : ١ / ٥٠١.
(٤) وسائل الشيعة : ٣ / ٤٦١ الباب ٣٤ من أبواب النجاسات.
(٥) الكافي : ٣ / ٣٩٨ الحديث ٦ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٠٤ الحديث ٧٩٩ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٥٠٢