الرشد (١) ، وأمثالهما من العبارات ، وينادي بذلك الاعتبار أيضا.
ويعضد الكلّ أيضا ما ورد من الأمر بأخذ ما اشتهر بين الأصحاب (٢).
ويعضده أيضا ما ورد من الأمر بأخذ ما وافق الكتاب (٣) ، إذ عرفت أنّ الحلال من طعام أهل الكتاب هو البر وأمثاله ، مضافا إلى قوله تعالى (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) (٤).
وقد عرفت دلالته على نجاسة المشرك ، والمجوس مشركون لقولهم بالأهرمن ويزدان ، والنور والظلمة.
وأمّا اليهود والنصارى ، فلقوله تعالى (سُبْحانَهُ عَمّا يُشْرِكُونَ) (٥) عقيب حكاية قول اليهود (عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) (٦) ، والنصارى (الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) (٧) ، مع أنّ المشركين كانوا يقولون : (هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ).
وأين هذا من قول من يقول : شفيعنا عند الله هو ابنه المتكوّن منه؟! تعالى الله عنه ، مع أنّه تعالى قال لعيسى (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ) (٨).
وهذا نصّ في أنّهم كانوا يجعلونهما إلهين ، وكان النصارى يقولون بأنّه ثالث ثلاثة ، فيشير إلى أنّ اليهود يقولون بأنّه ثاني اثنين ، لأنّ قولهما في المسيح وعزير على نهج واحد ، وهو كونهما ولدين له تعالى.
__________________
(١) الكافي : ١ / ٦٧ الحديث ١٠ ، من لا يحضره الفقيه : ٣ / ٥ الحديث ١٨ ، تهذيب الأحكام : ٦ / ٣٠١ الحديث ٨٤٥ ، وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٠٦ الحديث ٣٣٣٣٤.
(٢) الاحتجاج : ٣٥٥ و ٣٥٦ ، وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٢٢ الحديث ٣٣٣٧٦.
(٣) الكافي : ١ / ٦٩ الحديث ١ ، وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٠٩ الحديث ٣٣٣٤٣.
(٤) التوبة (٩) : ٢٨.
(٥) التوبة (٩) : ٣١.
(٦) التوبة (٩) : ٣٠.
(٧) التوبة (٩) : ٣٠.
(٨) المائدة (٥) : ١١٦.