مع أنّ الأخبار الدالّة على الإعادة مطلقا لا يصلح حملها على كونه متذكّرا في الوقت ، إذ من جملتها حسنة ابن مسلم حيث قال عليهالسلام : «وإن كنت قد رأيته وهو أكثر من مقدار الدرهم فضيّعت غسله وصلّيت فيه صلوات كثيرة فأعد ما صلّيت فيه» (١).
وهذه كما ترى ظاهرة غاية الظهور في كون التذكرة في خارج الوقت.
وكذا صحيحة علي بن جعفر السابقة المرويّة في «قرب الإسناد» (٢) ، وما عدا هذين الخبرين ، وإن كان مطلقا ، إلّا أنّه لا يمكن تقييده برواية علي بن مهزيار ، لعدم التقاوم.
هذا ؛ مع أنّ الاستدلال بهذه الرواية ليس بشيء ، لكونها ضعيفة سندا لجهالة الكاتب.
لكن يمكن ان يقال : أن مثل هذه المكاتبة لا ضعف فيها ، لأنّ علي بن مهزيار الراوي ، لا تأمّل في وثاقته.
والثّقة لا يروي هكذا عن غير المعصوم عليهالسلام ، لكن لا يخفى أنّها مضطربة متنا.
وما كان حاله كذلك كيف يمكن التمسّك به ، وإخراج الأخبار الصحاح والمعتبرة عن ظاهرها؟ هذا ؛ مضافا إلى أنّ في الرواية تدافع ظاهر.
ويمكن دفعه بأن يكون الجار في قوله عليهالسلام : «بذلك الوضوء» سببيّة ، والمجرور متعلّقا بقوله عليهالسلام : «تعيد الصلاة» أو بقوله عليهالسلام : «حقيقا». فيكون المعنى : إذا تحقّقت ذلك يجب عليك إعادة الصلاة جميعا في الوقت وفي خارجه معا بسبب
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ١ / ٢٥٤ الحديث ٧٣٦ ، الاستبصار : ١ / ١٧٥ الحديث ٦٠٩ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٤٣١ الحديث ٤٠٧٦ مع اختلاف يسير.
(٢) وسائل الشيعة : ٣ / ٤٧٧ الحديث ٤٢٢٣.