اليوم ولو فعلنا لقالوا : مجنون ، ولقالوا : مرائي ، والله يقول (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) (١) قال : وثيابك ارفعها ولا تجرّها ، وإذا قام قائمنا عليهالسلام كان هذا اللباس» (٢).
مضافا إلى ما ورد : من أنّ المؤمن لا يجوز له أن يذلّ نفسه (٣) ، وأمثال ذلك.
وهذا يدلّ على ما ذكره المصنّف : من أنّ التلحّي صار الآن لباس شهرة ، إذ لا شكّ في أنّه إذا صار بهذه المثابة لا يبقى على حسنه ، بل يكون مذموما.
نعم ؛ لو لم يصير بهذا الحدّ ، كما هو في بعض البلد مطلقا ، أو بالنسبة إلى بعض ، مثل العلماء والزهّاد والصلحاء مطلقا ، أو بالنسبة إلى الصلاة ، فالاستحباب باق جزما ، ولذا في حال الخروج إلى السفر باق على حاله الذي كان كذلك في زمان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام.
وكذا ابتداء التعمم ، فمن تركه فيهما ، وفي أمثالهما ، فأصابه داء لا دواء له فلا يلومنّ إلّا نفسه ، كما ورد في الأخبار (٤).
وورد عن علي عليهالسلام : أنّ «ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه» ، و «الميسور لا يسقط بالمعسور» ، وعن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم» (٥).
فالترك بالمرّة فاسد قطعا ، بل لو ارتكبه عالم ، لأجل إجراء السنّة وإحيائها ، لعلّه لا يكون مورد الاستخفاف والاستهزاء ، بل ولا يكون داخلا في لباس الشهرة المنهيّ عنه ، كما أشرنا فتأمّل جدّا!
__________________
(١) المدّثّر (٧٤) : ٤.
(٢) الكافي : ٦ / ٤٥٥ الحديث ٢ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٠ الحديث ٥٨٤٣ مع اختلاف يسير
(٣) راجع! وسائل الشيعة : ١٦ / ١٥٦ الباب ١٢ من أبواب الأمر والنهي.
(٤) لاحظ! وسائل الشيعة : ٤ / ٤٠١ الباب ٢٦ من أبواب لباس المصلّي.
(٥) عوالي اللآلي : ٤ / ٥٨ الحديث ٢٠٥ ـ ٢٠٧ مع اختلاف يسير.