واعتقادنا ان بالثواب يخلد أهل الجنّة في الجنّة ، وبالعقاب يخلد أهل النار في النار ...» (١).
وقال العلّامة المجلسي :
«اعلم أنّ الايمان بالجنّة والنار على ما وردتا في الآيات والأخبار من غير تأويل ، من ضروريّات الدين ، ومنكرهما أو مؤلّهما بما أوّلت به الفلاسفة خارج عن الدين» (٢).
وقال السيّد شبّر :
«يجب الايمان بالجنّة والنار الجسمانيّتين على نحو ما تكاثرت به الآيات المتظافرة والأخبار المتواترة ، وذلك من ضروريّات الدين ، لم يخالف فيه أحد من المسلمين.
ومن أنكر وجودهما مطلقاً كالملاحدة ، أو أوّلهما بما يأتي كالفلاسفة فلا ريب في كفره» (٣).
فعقيدة الجنّة والنار يقينيّة ، وقد دلّت عليها الأدلّة القطعيّة ، وأنّهما الآن مخلوقتان.
هذا وقد تقدّم في أوّل الكتاب انّ المعاد بالجسم والروح معاً فيكون دخول الجنّة والنار بالجسم والروح أيضاً.
ولا يصحّ ما قال به الفلاسفة من كون درك الثواب والعقاب بالروح فقط كعالم النوم واحساس اللذة والألم من المنام.
فكيف يتناسب هذا مع قوله تعالى : (طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) وقوله تعالى : (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) هل يكون هذا من المنام؟!
كما انه سيأتي في آخر هذا الفصل الاستدلال على أنّ الجنّة والنار كلتيهما دار الخلود ، فتكون الجنّة والنار كلتاهما خالدتين لأهلهما يعني خلود الجنّة للمؤمنين باللذّة والثواب
__________________
(١) الاعتقادات : ص ٧٦.
(٢) البحار : ج ٨ ، ص ٢٠٥.
(٣) حقّ اليقين : ج ٢ ، ص ١٤٥.