فقال : نعم يدخلان جميعاً على المؤمن فيجلس رسول الله صلى الله عليه وآله عند رأسه ، وعلي عليه السلام عند رجليه ، فيكب عليه رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول : يا ولي الله أبشر أنا رسول الله ، إني خير لك مما تترك من الدنيا.
ثم ينهض رسول الله ، فيقوم عليه علي صلوات الله عليهما حتى يكب عليه فيقول : يا ولي الله أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبني أما لأنفعك.
ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : أما إن هذا في كتاب الله عزّوجلّ.
قلت : أين هذا جعلت فداك من كتاب الله؟
قال : في سورة يونس قول الله تبارك وتعالى ها هنا : (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (١)» (٢).
٢ ـ حديث أبي بصير :
«قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : إذا حيل بينه ـ أي المحتضر ـ وبين الكلام أتاه رسول الله صلى الله عليه وآله ومن شاء الله فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله عن يمينه والآخر عن يساره فيقول له رسول الله صلى الله عليه وآله : أما ما كنت ترجو فهو ذا أمامك وأما ما كنت تخاف منه فقد أمنت منه.
ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول : هذا منزلك من الجنة فإن شئت رددناك إلى الدنيا ولك فيها ذهب وفضة.
فيقول لا حاجة لي في الدنيا ، فعند ذلك يبيض لونه ويرشح ـ أي يعرق ـ جبينه وتقلص شفتاه وتنتشر منحراه وتدمع عينه اليسرى فأي هذه العلامات رأيت فاكتف بها فإذا خرجت النفس من الجسد فيعرض عليها كما عرض عليه وهي في الجسد فتختار الآخرة فتغسله فيمن يغسله وتقلبه فيمن يقلبه.
__________________
(١) سورة يونس ، الآيات ٦٣ ـ ٦٤.
(٢) المحاسن : ص ١٣٣ من كتاب الصفوة ، ح ١٥٨.