الخيول يقتلونهم. وأدرك ماهان بناحية الجولان (١) فقتل.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، أنا أبو الحسن الحمّامي ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى العطار ، قال : قال أبو حذيفة إسحاق بن بشر ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن قدماء أهل الشام وغيرهم قالوا : ثم زحف ـ يعني ـ ماهان إلى المسلمين فخرج بهم أبو عبيدة وقد جعل على ميمنته (٢) معاذ بن جبل وعلى ميسرته قثامة بن أسامة الكنانة (٣) وعلى الرجّالة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، وعلى الخيل خالد بن الوليد. وكان الأمراء عمرو بن العاص على ربع ، ويزيد بن أبي سفيان على ربع ، وشرحبيل بن حسنة على ربع ، وكان أبو عبيدة على ربع.
وخرج الناس على راياتهم فيها أشراف رجال من العرب ، فيها الأزد وهم ثلث الناس ، وفيها حمير ، وهمدان ومذحج وخولان وخثعم وفيها كنانة وقضاعة و [لخم](٤) وجذام وكندة وحضرموت ، وليس فيها أسد ولا تميم ولا ربيعة ، ولم يكن دارهم إنما كانت دارهم عراقية ، فقاتلوا أهل فارس بالعراق ، فلما بدروا (٥) لهم وسار أبو عبيدة بالمسلمين وهو يقول : عباد الله انصروا الله ينصركم ، ويثبت أقدامكم. يا عباد (٦) الله اصبروا فإن الصبر منجاة من الكفر ومرضاة للرب ومدحضة للعار. ولا تتركوا مصافكم (٧) ولا تخطوا إليهم خطوة ولا تبدءوهم بالقتال. وأشرعوا الرماح واستتروا بالدرق ، والزموا الصمت ، إلّا من ذكر الله عزوجل في أنفسكم ، حتى آمركم إن شاء الله.
قالوا وخرج معاذ بن جبل على الناس فجعل يذكّرهم ويقول : يا أهل القرآن [و](٨)
__________________
(١) الجولان : بالفتح ، ثم سكون ، قرية وقيل جبل من نواحي دمشق ثم من عمل حوران. (ياقوت).
(٢) عن مختصر ابن منظور وبالأصل ميمنة.
(٣) كذا بالأصل ، وفي مختصر ابن منظور : قباثة بن أسامة الكناني وانظر الإصابة والاستيعاب «قباث بن أشيم بن عامر بن الملوح الكناني».
(٤) الزيادة عن خع.
(٥) في مختصر ابن منظور : برزوا.
(٦) الأصل وخع ، وفي مختصر ابن منظور : يا معشر المسلمين.
(٧) عن خع وبالأصل : «مصارفكم».
(٨) عن مختصر ابن منظور.