وكان إسحاق يظن أنه [ما](١) سبق إلى هذا المعنى حتى أنشد لأعرابي [من بني عقيل](٢) :
قفي ودعينا يا مليح بنظرة |
|
فقد حان منا يا مليح رحيل |
أليس قليلا (٣) نظرة إن نظرتها |
|
إليك وكلّ ليس منك قليل |
قال فحلف إسحاق أنه ما كان سمعه.
أخبرنا أبو القاسم النسيب وأبو الوحش المقرئ ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ـ وقرأته من خط رشأ ـ أنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي ، نا محمد بن يحيى ، أنا أبو العيناء ، قال : قال لي الأصمعي يوما : لقيني إسحاق الموصلي فقال لي : ما تقول في قول الشاعر :
هل إلى نظرة إليك سبيل |
|
يرو منها الصّدى ويشفى الغليل |
إنّ ما قلّ منك يكثر عندي |
|
وكثير من المحب القليل |
فقلت له : هذا والله الديباج الخسرواني وأعجبت به ، فقال لي : إنه ابن ليلته ، أي أنا قلته البارحة فحملت وقلت له : لا جرم إن أثر التوليد فيه قال : لا جرم إن أثر الحسد فيه. وإنما سرق إسحاق هذا البيت من العباس بن قطن الهلالي حيث يقول :
قفي متّعينا يا مليح بنظرة |
|
فقد حان منا يا مليح رحيل |
أليس قليلا نظرة نظرتها |
|
إليك وكلّا ليس منك قليل |
أخبرنا أبو علي بن نبهان ، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد البزاز ، وأبو علي محمد بن سعيد بن نبهان ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالوا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ ، أنشدنا أبو العباس
__________________
(١) زيادة عن تاريخ بغداد.
(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن الأغاني ٥ / ٣١٨.
(٣) عن تاريخ بغداد والأغاني ، وبالأصل «قليل».