حرمي بن أبي العلاء المكّي ، نا إسحاق بن محمد بن أبان ، أنشدني الزيادي لأبي يعقوب الخريمي :
لم ترعني دار عفت بالجناب |
|
دارس إنها كخطّ الكتاب |
أو حشت بعد أهل وأنيس |
|
من جوار خرائد أتراب |
واضحات الخدود كالبقر الخنّس |
|
عين الحمى فروض الروابي |
إنّما راعني لذكراي حالي |
|
بسجستان خادم الحجّاب |
قلّ عني عناء عقلي وديني |
|
ودخولي في العلم من كلّ باب |
أدركتني وذاك أعظم ما بي |
|
بسجستان حرفة الآداب |
قال : وأنشدني ـ يعني الزيادي ـ لأبي يعقوب الخريمي فقال :
قد كنت أحسبني رأسا فقد جعلت |
|
أذنابهم تعتبني (١) بالولايات |
الحمد لله كم في الدّهر من عجب |
|
ومن تصرّف أحوال وحالات |
بينا يرى المرء في عيطاء مشرفة |
|
إذ زال عنها إلى دحض ومومات |
لا تنظرنّ إلى عقل ولا أدب |
|
إن الجدود قرينات الحماقات |
أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد المطرز ـ في كتابه ـ ثم أخبرني أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي عنه ، نا أبو الوفاء مهدي بن أحمد بن محمد البغدادي ، نا محمد بن الحسين بن موسى الصّوفي قال : سمعت محمد بن طاهر الوزيري سمعت المطرفي قال : أصيب الخريمي بمصيبة في ابنه وكان يميل إليه فرثاه فقال :
ولو شئت أن أبكينّ دما لبكيته |
|
عليك ولكن ساحة الصبر أوسع |
وأعددته ذخرا لكلّ عظيمة |
|
وسهم المنايا بالذخائر مولع |
وهذان البيتان من قصيدة للخريمي في مولاه خريم بن عامر بن عمارة لا في ابنه ، وقد زاد أبو الحسن سعد الخير بن محمد فيها ـ بالإجازة ـ أنا المبارك بن عبد الجبار ، أنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن السماك ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن
__________________
(١) مختصر ابن منظور ٤ / ٢٩٢ «تعتييني» وفي بغية الطلب : «تعتنيني».