كم من ثأى (١) وعظيم قد تداركه |
|
وقد تفاقم منه الأمر وانخرقا |
لا يجبر النّاس شيئا هاضه أسد |
|
يوما ولا يرتقون الدهر ما فتقا |
فيما ذكر أبو عمرو الشيباني من رواية الكوفيين : قال أبو عمرو وغيرهم يزعم أنها مصنوعة ، صنعها حمّاد الرواية لخالد القسري في أيام ولايته ، وأنشده إياها فوصله والتوليد فيها بيّن جدا.
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنّا ، قالا : أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن علي بن الحسن بن الدّجاجي ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد العدل ، نا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي ، حدّثني أبو الفضل العباس بن الفضل الرّبعي ، عن أبيه ، عن السّري بن سالم مولى بني أمية قال : قعد أسد بن عبد الله يوما على سرير ورجل من جرم إلى جانبه فأقبل عبد المؤمن أبو الهندي التميمي بفرس له فعرضها على أسد فقال الجرمي : من أين الهندي؟ وساومه أسد بالفرس واشتراه منه ، ثم قال أبو الهندي : أيها الأمير ، ما تعدون الكبائر؟ قال أسد : أربع ؛ الإشراك بالله ، والأمن من مكر الله ، والقنوط من رحمة الله ، واليأس من روح الله.
قال أبو الهندي : بلغني أنها خمس قال : وما هنّ؟ قال : تجافيف على جمل ، وسراج في شمس ، ولبن في باطيه ، وخمر في علبة ، وجرميّ على سرير الأمير.
فضحك أسد ، وقال : قد كنت عن هذا غنيا.
أخبرنا أبو الحسن الفقيه وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة وأبو المعالي الحسين بن حمزة السلميون قالوا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدّي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي قال : وسمعت محمد بن يزيد المبرّد يقول : سأل رجل أسد بن عبد الله فاعتلّ عليه فقال له السائل : والله لقد سألتك من غير حاجة ، قال : فما الذي حملك على هذا؟ قال : رأيتك تحبّ من لك عنده حسن بلاء فأردت أن أتعلق منك بحبل مودة ، فوصله وأكرمه (٢).
__________________
(١) الأغاني : ثناء.
(٢) الخبر ليس في الكامل.