أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان المالكي ، نا محمد بن موسى ، نا أبو زيد قال : سأل رجل أسد بن عبد الله فاعتلّ عليه ، فقال له الرجل : إني سألت الأمير عن غير حاجة قال : ما حملك على هذا؟ قال : رأيتك تحب من لك عنده حسن بلاء فأحببت أن أتعلق منك بحبل مودة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط قال (١) : وفيها يعني سنة سبع عشرة ومائة جاشت الترك بخراسان ومعهم الحارث بن شريح فانتهى خاقان ومعه الحارث إلى الجوزجان (٢) وأغارت الترك حتى أتوا مرو الرّوذ فحدّثني من سمع أبا الذّيال يقول : فسار أسد بن عبد الله فلقيهم فهزمهم الله وقتلهم المسلمون قتلا ذريعا.
أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، نا عبد بن محمد عبيد القرشي.
حدثني محمد بن أبي رجاء مولى بني هاشم قال : قال دهقان لأسد بن عبد الله وهو على خراسان ومرّ به وهو يدهق في حبسه إن كنت تعطي من ترحم فارحم من تظلم ، إن السموات تنفرج لدعوة المظلوم ، فاحذر من ليس له ناصر إلّا الله عزوجل ، ولا جنة إلّا الثقة بنزول التغيير ، ولا سلاح إلّا الابتهال إلى من لا يعجزه شيء ، ويا أسد إن البغي يصرع أهله ، والبغي مصرعه وخيم فلا تغترّ بابطاء الغياث من ناصر متى شاء أن يغيث أغاث ، وقد أملى لقوم لكي يزدادوا (٣) إثما ، وجميع أهل السعادة إمّا تارك سالم من الذنب وإما تارك للإصرار ، ومن رغب عن التمادي فقد نال إحدى الغنيمتين ، ومن خرج من السعادة فلا غاية له إلّا الشّقوة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطّار قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمد السّكري ، نا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري ، نا الأصمعي قال : غزي أسد بن عبد الله القسري فكان فيمن غزاه دهقان فقال : إن قدرت
__________________
(١) تاريخ خليفة ص ٣٤٧.
(٢) كورة واسعة من كور بلخ بخراسان ، وهي بين مرو الروذ وبلخ (معجم البلدان).
(٣) إشارة إلى قوله تعالى : (إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) آل عمران ، الآية : ١٧٨.