منصور بن الراوندي (١) الشروطيان ـ بالري ـ قالا : أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقوّمي القزويني (٢) ، أنا قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد ـ قراءة عليه ـ نا أبو جعفر محمد بن يعقوب الحديدي المروزي ، نا أحمد بن محمد بن عمير ، نا أبو يحيى محمد بن يحيى بن خالد بن يزيد قال : كتب رجل إلى بعض الأدباء يسأله أن يكتب إليه بشيء ينتفع به. فكتب إليه : أما لآخرتك فإن الله أوحى إلى نبيّ من أنبيائه يقال له إرميا : وعزّتي وجلالي ؛ لو أن المعصية كانت في بيت من بيوت الجنة لأوصلت الخراب إلى ذلك البيت ، أما ما لدنياك فإن الشاعر يقول :
ما الناس إلّا مع الدنيا وصاحبها |
|
فكيف ما انقلبت يوما به قلبوا |
يعظّمون أخا الدنيا فإن وثبت |
|
يوما عليه بما لا يشتهي وثبوا |
أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو الحسن عاصم بن الحسن بن محمد ، أنا أبو سهل محمود بن عمر بن جعفر ، أنا علي بن الفرج بن علي العكبري ، نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، حدّثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني قال : ـ إن لم أكن سمعته من شعيب بن صفوان ـ فحدّثني بعض أصحابنا عنه ، عن الأجلح الكندي عن عبد الله بن أبي الهزيل قال : ضرا بخت نصر أسدين فألقاهما في جبّ ، وجاء بدانيال فألقاه عليهما فلم يهيّجاه ، فمكث ما شاء الله ، ثم اشتهى ما يشتهي الآدميون من الطعام والشراب ، فأوحى الله إلى إرميا وهو بالشام أن اعدد طعاما وشرابا لدانيال فقال : يا ربّ أنا بأرض المقدسة ، ودانيال بأرض بابل من أرض العراق ، فأوحى الله إليه أن اعدد ما أمرناك ، فإنا سنرسل من يحملك ويحمل ما أعددتّ ففعل وأرسل الله من حمله وحمل ما أعدّ حتى وقف على رأس الجبّ فقال : دانيال ، دانيال ، فقال : من هذا؟ قال : أنا إرميا قال : ما جاءك؟ قال : أرسلني إليك ربي قال : وقد ذكرني ربي؟ قال : نعم ، قال : دانيال الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره والحمد لله الذي لا يخيب من رجاه ، والحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة ، والحمد لله الذي هو يكشف ضرّنا بعد كربنا ، والحمد لله هو ثقتنا حين يسوء ظننا بأعمالنا ، والحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل عنا.
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، نا أبو القاسم
__________________
(١) هذه النسبة إلى راوند وهي قرية من قرى قاسان بنواحي أصبهان. (الأنساب). وذكر ياقوت في (راوند) زيد بن علي بن منصور ، ترجمة قصيرة.
(٢) ترجم له في سير الأعلام ١٨ / ٥٣٠ (٢٧١).