قال : البيت الثاني لم ينشدنيه سعيد بن عامر.
قال : قلت السلام عليك ، فأتيته فقلت : أبشر فقد فكّ الله أسرك ، أنا بريد أمير المؤمنين عمر إلى هذه الطاغية في فداء الأسارى ، فإذا هو رجل من قريش ، وكان أسر فسألوه فعرفوا منزلته فدعوه إلى النصرانية فتنصّر فزوّجوه امرأة منهم. قال البريد : فقال لي : ويحك فكيف بعبادة الصّليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير؟ فقلت : سبحان الله أما تقرأ القرآن (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ)(١) فأعاد عليّ : فكيف بعبادة الصليب ، وأعاد كلامه الأول حتى أعاده غير مرة. قال : فرفع عمر يده وقال : اللهمّ لا تمته أو تمكّنني منه ، قال : فما زلت راجيا لدعوة عمر. قال جويرية : وقد رأيت أخاه بالمدينة.
بلغني أن اسم هذا الرجل المتنصّر : الصّلت بن العاص بن وابصة بن خالد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر (٢) بن مخزوم من أهل المدينة حدّه (٣) عمر بن عبد العزيز في ولايته على المدينة فخرج إلى نصيبين (٤) ولحق ببلاد الروم ، فتنصّر ، ومات هناك نصرانيا ، نعوذ بالله.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمد بن جعفر الزّرّاد ، نا عبيد الله بن سعد ، نا عمي ، عن أبيه عن ابن إسحاق قال : إسماعيل بن حكيم (٥) مولى آل الزبير.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا يوسف بن رباح بن علي ، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، نا محمد بن أحمد بن حمّاد ، نا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : إسماعيل بن أبي حكيم ، وأخوه إسحاق بن أبي حكيم لم يعرفه يحيى.
__________________
(١) سورة النحل ، الآية : ١٠٦.
(٢) الأغاني : عمرو.
(٣) حدّه عمر بن عبد العزيز في الخمر ، كما في الأغاني.
(٤) نصيبين مدينة عامرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام ، من بلاد الجزيرة (معجم البلدان).
(٥) كذا «بن حكيم».