أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ـ قراءة ـ أنا أبو العباس بن قبيس ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا عمي أبو علي محمد بن القاسم ، نا علي بن بكر ، نا أحمد بن بكر ، نا الرياشي ، نا حنظلة أبو غسان ، نا أبو المنذر هشام بن محمد بن السّائب ، عن محرز بن جعفر مولى أبي هريرة قال : دخل أرطأة بن سهية المرّي على عبد الملك بن مروان وقد أتت عليه ثلاثون ومائة سنة فقال له عبد الملك : ما بقي من شعرك يا أرطأة؟ قال : والله يا أمير المؤمنين ما أطرب ولا أغضب ولا أشرب ولا يجيئني الشعر إلّا على هذا ، غير أني الذي أقول :
رأيت المرء تأكله اللّيالي |
|
كأكل الأرض ساقطة الحديد |
وما تبقي (١) المنية حين تأتي |
|
على نفس ابن آدم من مزيد |
وأعلم أنها ستكرّ حتى |
|
توفّي نذرها بأبي الوليد |
فارتاع عبد الملك وكان يكنى بأبي الوليد ، فقال أرطأة : إنما عنيت نفسي يا أمير المؤمنين وكان يكنى أبا الوليد : قال عبد الملك وأنا والله سيمرّ بي الذي يمر بك.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكار ، حدثني عمي مصعب بن عبد الله ومحمد بن الضّحاك ، عن أبيه أن أرطأة بن سهية المري قال (٢) :
رأيت المرء تأكله الليالي |
|
كأكل الأرض ساقطة الحديد |
وما تجد المنية حين تأتي |
|
على نفس ابن آدم من مزيد |
وأعلم أنها ستكر حتى |
|
توفّي نذرها بأبي الوليد |
قال الزبير : سرق أرطأة البيت الثاني من زبّان بن منظور بن سيار ، قال زبّان :
لئن فجّعت بالقرناء يوما |
|
لقد متّعت بالأمل البعيد |
وما تجد المصيبة فوق نفسي |
|
ولا نفس الأحبّة من مزيد |
خلقنا أنفسا وبني نفوس |
|
ولسنا بالسّلام ولا الحديد |
__________________
(١) في رواية الأغاني : وما تبغي.
(٢) الأبيات في نسب قريش لمصعب الزبيري ص ١٦١.