وقد رضيت قليلا [منك](١) تبذله |
|
فما احتيالي إذا استكثرت تقليلي |
وأنشدني ما قاله في ضرس له قلعه (٢) :
وصاحب لا يمل (٣) الدّهر صحبته |
|
يشقى لنفعي ويسعى سعي مجتهد |
لم يبد لي (٤) مذ تصاحبنا فحين بدا |
|
لناظريّ افترقنا فرقة الأبد |
وأنشدني (٥) :
ومماذق رجع النداء جوابه |
|
فإذا عرى خطب فأبعد من دعي |
مثل الصّدى يخفى عليّ مكانه |
|
أبدا ويملأ بالإجابة مسمعي |
وأنشدنا مما عمله بقيسارية (٦) :
أراني نهار الشّيب قصدي وطال ما |
|
تجاوز بي ليل الشّباب سبيلي |
وقد كان عذري أن أضلّني الدّجى |
|
فهل لي عذر والنّهار دليلي |
وأنشدنا (٧) :
إذا ما عدا خطب من الدهر فاصطبر |
|
فإن الليالي بالخطوب حوامل |
وكل الذي يأتي به الدهر زائل |
|
سريعا فلا تجزع لما هو زائل |
وأنشدني (٨) :
لا تخدعنّ بأطماع تزخرفها |
|
لك المنى بحديث المين والخدع |
فلو كشفت عن الهلكى بأجمعهم |
|
وجدت هلكهم في الحرص والطمع |
__________________
(١) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.
(٢) ديوانه ص ١٥٣ ومعجم الأدباء ٥ / ١٩٤ وبغية الطلب ٣ / ١٣٦٦.
(٣) معجم الأدباء : لا أملّ.
(٤) معجم الأدباء وبغية الطلب : لم ألقه مذ.
(٥) ديوانه ص ٢٥٣.
(٦) البيتان ليسا في ديوانه.
وقيسارية : بلدة على ساحل بحر الشام تعدّ في أعمال فلسطين بينها بين طبرية ثلاثة أيام. (معجم البلدان).
(٧) ديوانه ص ٢٥٦.
(٨) ديوانه ص ٢٥٣.