وأنشدني (١) :
لا درّ درّك من رجاء كاذب |
|
يغتّرنا بورود لامع الآل |
أبدا يسوّفنا بنصرة خاذل |
|
ووفاء خوّان وعطفة قال |
ويري سبيل الرشد لكن ما لنا |
|
عزم مع الأهواء والآمال |
وأنشدني مما قاله بمصر (٢) :
أنظر إلى صرف دهري كيف عوّدني |
|
بعد المشيب سوى عاداتي الأول |
تغاير صرف الدهر معتبر |
|
وأيّ حال على الأيّام لم يحل |
قد كنت مسعر حرب كلّما خمدت |
|
أضرمتها باقتداح البيض في القلل |
همّي منازلة الأقران أحسبهم |
|
فرائسي فهم منّي على وجل |
أمضي على الهول من ليل وأهجم من |
|
سيل وأقدم في الهيجاء من أجل |
فصرت كالغادة المكسال مضجعها |
|
على الحشايا وراء السّجف (٣) والكلل |
قد كدت أعفن من طول الثّواء كما |
|
يصدي المهنّد طول اللّبث في الخلل |
أروح بعد دروع الحرب في حلل |
|
في الدّبيقي (٤) فبؤسا لي وللحلل |
وما الرّفاهة من رأيي ولا وطري |
|
ولا التّنعّم من همّي ولا شغل |
ولست أرضى بلوغ المجد في رفه |
|
ولا العلى دون حطم البيض والأسل |
وأنشدني بعد ما قاله في خروجه من مصر قال (٥) :
إليك فما تثني شئونك شأني |
|
ولا تملك العين الحسان عناني |
ولا تجزعي من بغتة البين واصبري |
|
لعل التنائي معقب لتداني |
فللأسد غيل حيث حلّت وإنّما |
|
يهاب التّنائي قلب كلّ هدان |
__________________
(١) ديوانه ص ٢٥٧.
(٢) ديوانه ص ٢٥٥.
(٣) السجف : الستر (القاموس).
(٤) الدبيقي نسبة إلى دبيق بليدة كانت بين الفرما وتنيس من أعمال مصر ، خرب الآن ، كانت تتخذ منها الثياب الدبيقية ، وهي ثياب رقيقة. (معجم البلدان ـ تاج العروس).
(٥) ديوانه ص ٢٢٨.