أداء الصلوات الخمس ، أو الجهاد والهجرة والتوبة فإنّ كلّ واحد من هذه التفاسير تمثّل جانبا من هذا المفهوم الواسع ، وإلّا فإنّ هذه الكلمة (السابقون) تشمل جميع هذه الأعمال ، والطاعات وغيرها.
وإذا فسّرت (السابقون) كما في بعض الرّوايات الإسلامية بأنّها تعني الأشخاص الأربعة وهم «هابيل» ، و «مؤمن آل فرعون» ، و «حبيب النجّار» الذين تميّز كلّ منهم بأسبقيته في قومه ، وكذلك «أمير المؤمنين» عليهالسلام الذي هو أوّل من دخل في الإسلام من الرجال ، فإنّ هذا التّفسير في الحقيقة هو بيان للمصاديق الواضحة ، وليس تحديدا لمفهوم الآية (١).
وجاء في حديث آخر أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «أتدرون من السابقون إلى ظلّ الله في يوم القيامة؟ فقال أصحابه : الله ورسوله أعلم ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (الذين إذا أعطوا الحقّ قبلوه ، وإذا سألوه بذلوه ، وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم» (٢).
وجاء في بعض الرّوايات أيضا أنّ المقصود بـ (السابقون) هم الأنبياء المرسلون وغير المرسلين (٣).
«ونقرأ في حديث لابن عبّاس أنّه قال : «سألت رسول الله حول هذه الآية فقال : «هكذا أخبرني جبرائيل ، ذلك علي وشيعته هم السابقون إلى الجنّة ، المقرّبون من الله لكرامته لهم» (٤).
وكما تقدّم إنّه بيان للمصاديق الواضحة من المفهوم الذي ذكر أعلاه ، الذي يشمل جميع (السابقين) في كلّ الأمم والشعوب.
ثمّ يوضّح ـ في جملة قصيرة ـ المقام العالي للمقرّبين حيث يقول سبحانه :
__________________
(١) نقل هذا الحديث عن الإمام الباقر عليهالسلام في مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ٢١٥.
(٢) تفسير المراغي ، ج ٢٧ ، ص ١٣٤.
(٣) تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٢٠٦.
(٤) تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٢٠٩.