و «جلفزيز» (١) و «عنتريس» (٢) ونحو ذلك مما لا يحصى كثرة. وكذلك الهاء أيضا إنما حذفت في نحو «شفة» و «است» و «عضة» فيمن قال «عاضه» و «سنة» فيمن قال «سانهت» وما يقلّ جدا. وقد نراها تزاد للتأنيث فيما لا يحاط به نحو :
«جوزة» و «لوزة» ، ولبيان الحركة في نحو (مالِيَهْ) و (كِتابِيَهْ) و (حِسابِيَهْ) و (اقْتَدِهْ) وعمه (٣) وفيمه (٤) ولمه (٥) ، ولبيان حرف المد نحو «وا زيداه» و «وا عمراه» و «وا غلامهموه» و «وا انقطاع ظهرهيه».
ونحو قول الراجز (٦) :
اكس بنيّاتي وأمّهنّه |
|
أقسم بالله لتفعلنّه |
وما أشبه ذلك ، ألا ترى أن من حروف الزيادة ما يزاد ولا يحذف في شيء من الكلام البتة ، وذلك اللام والسين والميم ، ولا تجد فيها شيئا حذف ولم يزد البتة. فقد علمت أن الزيادة في هذه الحروف العشرة أفشى من الحذف ، فعلى هذا القياس ينبغي أن تكون الهاء في «أمّهة» زيادة على «أمّ» وتكون «أمّ» الأصل ، ولا ينبغي أن يعتقد أن الهاء هي الأصل ، وأن «أمّا» محذوفة من «أمّهة».
وقالوا أيضا «هرقت» فزادوا الهاء عوضا من سكون عين الفعل ، وقد تقدم قولنا على صحة ذلك. فأما قول من قال : «تأمّهت أمّا» وإثباته الهاء فنظيره مما يعارضه قولهم : «أمّ بيّنة الأمومة» بحذف الهاء ، فرواية برواية ، وبقي النظر الذي قدّمناه حاكما بين القولين ، وقاضيا بأن زيادة الهاء أولى من اعتقاد حذفها ، على أن الأمومة قد حكاها ثعلب ـ (٧) وحسبك به ثقة ـ وغيره من الفريقين ، وأما «تأمّهت أمّا»
__________________
(١) جلفزيز : العجوز المتشنجة أو التي فيها بقية ، والناقة الصلبة القوية. القاموس (٢ / ١٦٩).
(٢) العنتريس : الناقة الوثيقة الخلق الغليظة الصلبة. القاموس المحيط (٢ / ٢٢٨).
(٣) «عمّه» : هذه قراءة الضحاك وابن كثير في روايه.
(٤) «فيمه» : وقراءة السبعة (فيم) ولم أقف على من قرأها بالهاء.
(٥) «لمه» وقراءة السبعة «لم» ولم أقف على من قرأها بالهاء.
(٦) البيتان لأعرابي يخاطب عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ الأول في الخصائص (٢ / ٧٢) واللسان «أوس» (٧ / ٣١٥) وانظر الخبر مع ستة أبيات في طبقات الشافعية (١ / ١٣٩).
(٧) تصحيح الفصيح (١ / ٣٨٣) ، والتلويح في شرح الفصيح (٣٢).