وإذا جعلته «فعلى» فالياء الأولى في «إيّا» هي العين ، والثانية هي اللام ، والألف ألف «فعلى». فيجوز أن تكون للتأنيث ، ويجوز أن تكون للإلحاق على ما تقدم. والوجه في هذه الألفات أن تكون للتأنيث لأنها كذلك أكثر ما جاءت.
وأما إذا كان من لفظ «فأوّ لذكراها» ـ وأصله على ما ثبت من تركيب «أوو» ـ فإنه يحتمل مثالين : أحدهما «إفعل» والآخر «فعيل». فإذا جعلته «إفعلا» فأصله «إئوو». فقلت همزته الثانية التي هي فاء «إفعل» ياء لانكسار الهمزة قبلها ، فصارت في التقدير «إيوو» ثم قلبت الواو الأولى التي هي عين «إفعل» ياء لوقوع الياء ساكنة قبلها على ما تقدم ، فصارت في التقدير «إيّو» ثم قلبت الواو التي هي لام ياء لأنها وقعت رابعة ، كما قلبت في «أغزيت» و «أعطيت» فصار في التقدير «إيّي» ، ثم قلبت الياء الأخيرة ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، فصار «إيّا» كما ترى.
وإذا جعلته «فعيلا» فأصله حينئذ «إويو» فقلبت الواو الأولى التي هي عين الفعل ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ، ولأنها أيضا ساكنة قبل الياء ، ثم أدغمت تلك الياء في ياء «فعيل» فصارت «إيّو» ، ثم قلبت الواو ياء لأنها رابعة طرف ، ثم قلبت تلك الياء ألفا على ما عمل في المثال الذي قبل هذا ، فصارت «إيّا».
ولا يجوز أن تكون «إيّا» إذا جعلتها من لفظ «أوو» : «فعّلا» ولا «فعلى» كما جاز فيما قبل ، لأنه كان يلزم أن يكون اللفظ به «إوّى». وإن شئت جوّزت ذلك فيه ، وقلت : إنهما ليستا عينين فيلزما ويصحّا. ولا يجوز أن تكون «إيّا» «فعّللا» مضعف اللام بمنزلة «ضربب» لأن ذلك لم يأت في شيء من الكلام.
ويجوز فيه أيضا وجه ثالث ، وهو أن يكون «فعولا» قلبت عينه للكسرة ، ثم واوه لوقوع الياء قبلها ، فقلت «إيّا».
فإن أردت تحقير هذه الأمثلة أو تكسيرها على اختلافها واختلاف الأصول المركبة هي منها طال ذلك جدا ، إلا أنه متى اجتمع معك في ذلك ثلاث ياءات كاللواتي في آخر تحقير «أحوى» حذفت الآخرة ، ومتى اكتنف ألف التكسير حرفا علة ، ولم يكن بين ألف التكسير وبين آخر الكلمة إلا حرف واحد همزت ذلك الحرف ، وأبدلت الآخر ألفا ، ثم أبدلت الهمزة حرف لين.