وقد شك أبو بكر محمد بن السري ـ رحمه الله ـ في شيء من كلامه في هذا الكتاب في فصل «آوّتاه». وأخلق ما يصرف إليه كلام أبي الحسن في قوله : «إنه رباعي نحو سرداح» أن يقال : إنه أراد أن «فوعال» ملحق بالواو بذوات الأربعة نحو «سرداح» ، فترك لفظ الإلحاق للعلم به إذ قد ثبت في الأصول أن الواو لا تكون في هذا النحو أصلا ، على أن في هذا التمحّل بعدا وضعفا.
فإن قال قائل : ما تنكر أن يكون أبو الحسن في هذا على صواب ، وأن تكون الكلمة رباعية وإن كانت فيها الواو منفردة غير مضعفة ، كما كانت الواو في «ورنتل» أصلا وإن لم تكن مضعفة ، ولكنها لما وقعت أولا لم يسغ القضاء بزيادتها ، فتكون أيضا الواو في «شوراز» لما وقعت ساكنة بعد كسرة ، ولم يمكن تصحيحها ، قضي بكونها أصلا لأنّا لا نعلم واوا استؤنفت في أول أحوالها مفردة زائدة ساكنة بعد كسرة ، فأما «اجلوّاذ» و «اخروّاط» فالواو فيه مضعفة غير منفردة.
فالجواب : أن واو «ورنتل» وقعت موقعا لا يمكن معه القضاء بكونها زائدة ، لأنّا لا نعلم واوا زيدت أولا ، وقد ذكرنا العلة في امتناع العرب من ذلك في حرف الواو. فأما واو «شوراز» المقدرة قبل القلب فهي على كل حال ثانية ساكنة في موضع الواو من «كوثر» و «حوقل» (١) و «توراب» (٢) و «طومار» (٣) و «قوصرّة» (٤) و «خوزلى» (٥) و «حوفزان» (٦) و «تورور» (٧) لأنه «فوعول» من التّرارة (٨) ، كذا قال أبو علي ، وهو الصواب. فواو «شوراز» المقدرة على كل حال في الموضع الذي تزاد فيه الواو ، فلا مانع من الحكم بزيادتها.
__________________
(١) حوقل : إذا كبر وفتر عن الجماع ، والمسن والمتعب. اللسان (١١ / ١٦١).
(٢) توراب : التراب. اللسان (١ / ٢٢٧) مادة / ترب.
(٣) طومار : الصحيفة. اللسان (٤ / ٥٠٣) مادة / طمر.
(٤) قوصرة : وعاء من قصب يرفع فيه التمر من البواري ، وينسب إلى الخليفة علي ـ عليه السّلام.
(٥) خوزلي : مشية فيها تثاقل وتبختر. اللسان (١١ / ٢٠٣) مادة / خزل.
(٦) حوفزان : اسم رجل ، وقيل : هو اسم الحرث بن شريك الشيباني. اللسان (٥ / ٣٣٧).
(٧) تورور : مخفف من التؤرور وهو العون يكون مع السلطان بلا رزق. اللسان (٤ / ٨٨).
(٨) الترارة : السّمن ، والبضاضة ، وهو الممتلئ. اللسان (٤ / ٩٠) مادة / ترر.