قال (١) :
كافا وميما ثم سينا طاسما (٢)
وقال الآخر (٣) :
....... |
|
كما بيّنت كاف تلوح وميمها (٤) |
وقال الآخر (٥) :
إذا اجتمعوا على ألف وباء |
|
وتاء هاج بينهم جدال |
وكذلك أسماء العدد مبنية أيضا ، تقول : واحد اثنان ثلاثه أربعه خمسه.
ويؤكد ذلك عندك ما حكاه سيبويه (٦) من قول بعضهم : «ثلاثهربعه». فتركه الهاء من «ثلاثه» بحالها غير مردودة إلى التاء ـ وإن كانت قد تحركت بفتحة همزة «أربعه» ـ دلالة على أن وضعها وبنيتها أن تكون في العدد ساكنة ، حتى إنه لما ألقى عليها حركة الهمزة التي بعدها أقرّها هاء في اللفظ بحالها على ما كانت عليه قبل إلقاء الحركة عليها ، ولو كانت كالأسماء المعربة لوجب أن تردّها متى تحركت تاء ، فتقول «ثلاثتربعه» كما تقول : رأيت طلحة يا فتى. فإن أوقعتها موقع الأسماء أعربتها ، وذلك قولك : ثمانية ضعف أربعة ، وسبعة أكثر من أربعة بثلاثة ، فأعربت هذه الأسماء ، ولم تصرفها لاجتماع التأنيث والتعريف فيها ؛ ألا ترى أن «ثلاثة» عدد معروف القدر ، وأنه أكثر من «اثنين» بواحد ، وكذلك «خمسة» مقدار من العدد معروف ؛ ألا ترى أنه أكثر من «ثلاثة» باثنين.
__________________
(١) البيت ذكره صاحب المفصل (٦ / ٢٩) ، وكذا ذكره صاحب الكتاب (٢ / ٣١) ولم ينسبه أحدهما وكذا صاحب اللسان في المقدمة (١ / ١٢) ولم ينسبه أيضا.
(٢) والشاهد فيه قوله (كافا ـ ميما ـ سينا) حيث عطف الحروف على بعضها.
(٣) البيت ذكره صاحب اللسان مادة (كوف) (٩ / ٣١١) ولم ينسبه وذكره صاحب المقتضب ولم ينسبه أيضا (١ / ٢٣٧) ، وذكره صاحب الكتاب (٣ / ٢٦٠) ونسبه إلى الراعي وهو عبيد الله بن حصين
(٤) والشاهد فيه قوله (كاف ـ ميمها).
(٥) البيت في هجاء النحويين وينسب في درة الغواص إلى عيسى بن عمر ، ونسب ليزيد بن الحكم وجاء في معاني القرآن للزجاج (١ / ٢٣) ، وشرح المفصل (٦ / ٢٩).
(٦) الكتاب (٢ / ٣٤).