الخبر ، وموضعها في الأصل المبتدأ ، هو ما ذكرناه من دخول إنّ في الكلام وكراهيتهم اجتماعها مع اللام ، فاعرف ذلك إن شاء الله.
واعلم أنه إذا ثبت أن اللام داخلة على خبر إنّ ، وكان خبر إنّ هو خبر المبتدأ في الأصل ، وكان خبر المبتدأ على المعروف المتعالم من حاله اسما مفردا ، وجملة مركبة من مبتدأ وخبر ، وجملة مركبة من فعل وفاعل ، وظرفا ، فسبيل هذه اللام أن تدخل كل ضرب من هذه الأخبار ، تقول : إنّ زيدا لقائم ، وإنّ زيدا لأبوه منطلق ، وإنّ زيدا ليقوم أخوه ، وإنّ زيدا لفي الدار ، فإن كان الخبر فعلا ماضيا لم تدخل اللام عليه ، لأنه ليس بمضارع للاسم كما ضارعه الفعل المضارع ، فلا تقول إذا : إنّ زيدا لقام ، ولا : إنّ بكرا لقعد ، ولا تدخل هذه اللام على فعل ولا على غيره من أمثلة الفعل المضارع للاسم.
فأما قول امرئ القيس (١) :
حلفت لها بالله حلفة فاجر |
|
لناموا فما إن من حديث ولا صالي (٢) |
فليست هذه اللام بلام الابتداء ، وإنما هي اللام التي يتلقّى بها القسم نحو : والله لقام زيد ، أي : لقد قام زيد ، وسنذكرها في موضعها (٣) إن شاء الله.
فإن كانت لخبر إنّ فضلة تتعلق به من ظرف أو مفعول أو مصدر أو حرف جر ، فتقدمت تلك الفضلة في اللفظ على الخبر ، جاز دخول اللام عليها قبل الخبر ، ثم يأتي الخبر في ما بعد ، وذلك قولك : إنّ زيدا لفي الدار قائم ، وإنّ بكرا لطعامك آكل ، وإنّ محمدا لقياما حسنا قائم ، وإنّ أخاك لبك مأخوذ ، وإنّ الأمير لعليك واجد.
__________________
(١) البيت مثبت في ديوانه.
(٢) الفاجر : أراد الذي يكذب. صالي : أي الذي يصطلي بالنار. القاموس المحيط (٤ / ٣٥٢ ـ ٣٥٣). والأسلوب خبري تقريري. والبيت كما ذكرنا لامرئ القيس وثبت ذلك في ديوانه. والشاهد فيه قوله (لناموا) حيث إن اللام ليست لام الابتداء وإنما اللام التي يتلقى بها القسم.
(٣) أي سيأتي ذكرها بعد ذلك في موضعها.