في سلطان الكون ، وان كل مركز يستطيع ان يعمل باتجاه معين ، ويجبر ذي العرش (وهو الله سبحانه) على فعل شيء.
هذه الفكرة مرفوضة في القرآن ، لأنها مخالفة لرؤية التوحيد وبصيرة الأحدية ، وأهمية الشفاعة الاجتماعية ، انها تعطي المجتمع الاسلامي مزيدا من التلاحم والصلابة ، إذ أن الرسول يصبح محورا يستقطب حوله جميع الطاقات ، ليس فقط بدوافع مادية ، بل وأيضا بدافع إيماني غيبي.
ومثل الرسول في ذلك أوصياؤه الائمة ، ومن بعدهم القادة الرساليون الذين يستمدون قدراتهم الاجتماعية من التفاف الناس حولهم طوعا لا كرها ، كل واحد منهم يأمل أن يشفع له القائد عند الله ، ويستغفر له ربه ، وهذا الالتفاف يخدم قضية الامة الاساسية ، وبذلك يستطيع القائد أن يطبق سائر الواجبات الدينية.
وتكون النتيجة وجود مرونة في التشريع الاسلامي ، بحيث تتقدم الاهداف الكبرى على الاهداف الجانبية ، ويكون الوصول الى تلك شفيعة في عدم الوصول الى هذه مؤقتا ، بل وطريقا إليها في المستقبل.
ولنتصور قائدا رساليا يخوض معركة مصيرية مع أعداء الامة ، ويجد شابا مندفعا يطيعه حتى الموت في هذه المعركة ، فلا ريب ان هذا الشاب يعتبر من الصالحين عند الله حتى ولو استخف بالصيام مثلا ، لان طاعته لإمامه ، وتضحيته في المعركة المصيرية التي تواجه الامة ، قد تشفعان له في ترك الصيام لان الانتصار في المعركة المصيرية سوف يساعد على اقامة الشعائر ومنها الصيام ولكن