يجب الا يدفعنا ذلك الى الاستهانة بالواجبات بتبرير قيامنا بالواجبات الأهم ومنها الطاعة للإمام ، إذ أن هذه الواجبات قد لا تشفع في تلك ، وقد لا يستجيب الله دعاء الرسول ، فما ذا نصنع؟
ان رفض الإسلام لفكرة الحتمية في الشفاعة تنفع المسلم في عدم التوغل في الذنوب ، كما ان وجود الفكرة أساسا تساعده على الاهتمام بالواجبات الأهم حتى ولو كان على حساب الأقل أهمية.
ان الغموض الذي اكتنف فكرة الشفاعة والخلافات الكبيرة فيها دفعنا الى الحديث حولها في هذه الآية التي نراها تتحدث مباشرة عن هذه الفكرة ، وكما ترى فانها جاءت في سياق الآيات التي تبين ضرورة الطاعة للرسول ، مما يوحي بأن فكرة الشفاعة ذكرت أساسا لدعم الطاعة للقيادة الرسالية دعما غيبيا.
الطاعة دليل الايمان
[٦٥] وإذا لم تكن عند المؤمن صفة الطاعة للرسول فما ذا يبقى عنده من الايمان؟ أليس الايمان هو التسليم لله ، وماذا يعني التسليم لو لم تكن الطاعة للرسول؟ وما قيمة القيادة التي لا تستطيع فض الخلافات بين الناس؟!.
ان الايمان وقر في القلب ، يجعل صاحبه يسلم لله حتى فيما يصيبه من مصيبات ، أو يخالف مصالحه أو آراءه. فاذا لم يرض الفرد قلبيا بحكم الله المتمثل في قضاء الرسول في الخلافات الاجتماعية بينه وبين اخوته ، إذا لم يرض بذلك فليس هو بمؤمن أبدا.
(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ