الامة وثقافتها وقيمها و.. و.. إلخ ، فان ذلك يدل على تناقض في التشريع ، أو انحرافات في القيم والثقافة التي تدعي الامة انها تلتزم بها.
فاذا كانت الامة تدعي انها تدافع عن الحرية مثلا. وجاءت قيادتها السياسية على أساس من الدكتاتورية ، أو ما يماثل هذه الديكتاتورية فأي حرية هذه؟!!
وإذا ادعى النظام أنه يلتزم بقيمة التقوى ، وجاء على رأس النظام رجل فاجر ، أو ادعت ثقافة الامة انها ترفع من قيمة العلم وكان الحكام فيها مجموعة من الجهلة الضالين ، فان كلامها هراء ، إذ هل يمكن ان ترفع الامة من قيمة العلم دون ان يصبح العلماء وليس الجهلة قطب ارادتها ومركز قدرتها ، وثقل تجمعاتها؟
هكذا تكون تركيبة القيادة السياسية مثلا حيا لحقيقة الامة ، ونوع حضارتها ، وطبيعة قيمها الحقيقية.
الامة الاسلامية تتبع قيادة تمثل روح الإسلام ، اي الرسول وخلفاءه وأئمة التقوى واليقين واتباعهم لها ليس بهدف الحصول على مصالح عاجلة ، بل من أجل الله وتحقيق قيمه وشرائعه ، وهذا ابسط دليل على طبيعة الإسلام الحقة ، وانه بعيد عن التناقض.
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)
وليس فقط في حقل القيادة أو النظام السياسي للامة تظهر تناقضات الأديان والمبادئ وانسجام الإسلام ، بل وأيضا في سائر التشريعات ، ففي الاقتصاد ترى ذات القيم التي تجدها في السياسة من العدالة ، والحرية ، والاستقلال ، وفي