في تطبيق الدعوة ، ومن هنا أمر الله نبيه بهذا الإعلان :
(فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ).
ودور الرسالة هو تثوير الإنسان من أجل تفجير طاقاته ، ومن ثم توجيهها في الصراط المستقيم ، وليس القيام بمسؤوليات الناس كبديل عنهم ، وكذلك دور الرسول فهو ليس مكلفا عن الناس ، انما هو راع لهم ، ومبلغهم رسالة الله ، ومشجعهم على تنفيذ هذه الرسالة.
(لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ)
وهذه الفكرة تنسف الواقع الذي نعيش فيه نحن المسلمين ، حيث نزعم ان وجود الرسول فينا ، وحبنا له ، وانتماءنا اليه ، وان وجود كتاب الله الكريم بيننا ، يكفياننا حضارة وتقدما ، ولا نحتاج بعدهما الى عمل ، انما الرسول محرض للإنسان.
(وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ)
ولكن لا يعني هذا ان الله بعيد عن دعم المؤمنين ، بل ان نصره يأتي وراء عمل الناس أنفسهم.
(عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً)
فالله هو الذي يكف بأس (وقوة) الذين كفروا ، ويجعل بينكم وبين بأسهم حائلا من الرعب يلقيه في قلوبهم ، بسبب قوتكم واستعدادكم للقتال ، ولكن الله لا يفعل ذلك حتما ، وانما (عسى) ان يفعل ذلك عند ما تكون فيكم الصلاحية لذلك ، والله قوي حين ينصر أولياءه ، وأشد قوة من الكفار ، وأقدر على إنزال الهزيمة بهم.