اعمل تشفّع :
[٨٥] وتحريض الرسول هو شفاعته عند الله ، فبقدر استجابة الناس للرسول يكون قدر سيرهم في طريق الرسول المؤدي الى الله ، واعتصامهم بحبل الله ، وبهذا القدر يشفع الرسول لهم عند الله.
أما الرسول فانه سوف يحصل على الأجر من عند الله ، وكل شخص يحصل على أجر معين كلما شفع شفاعة حسنة ، بأن حرّض الناس على العمل الصالح ، وبذلك شفع لهم عند الله ، أما لو دل على العمل السيء وحرض عليه ، فعليه من الوزر بقدر عمل الناس بذلك الوزر كاملا غير منقوص ، لأن الكلمة السلبية أشد خطرا وأكثر ضررا مما قد يعطيه الكلام الايجابي من منافع ، فجزاء ذلك أكبر من جزاء هذا ، وذلك بالقياس الى الفعل الذي ينتهيان اليه.
(مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها)
والله يحسب بالضبط مقدار عمل هذا أو ذاك.
(وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً)
قد أحرض أنا على عمل الخير بكلام ، ويذهب كلامي عبر الأقطار ينتقل من اذن لأذن ، حتى يتناقله الملايين ويعملون به ، ويكتب الله لي نصيبا مقدرا من عمل هؤلاء جميعا ، دون ان اعرف ذلك أو أستطيع ان احصى قدر الثواب الذي يحصيه الله ويكتبه.
كن محسنا :
[٨٦] والكلام الطيب من البشر لا بد ان يرد بكلام طيب ، والشفاعة الحسنة