والأمر بالهجرة من قبل الإسلام يفرّغ جبهات العدو من العناصر الخيرة التي اضطرت لمقاومة المسلمين الذين جاؤوا لتحريرهم ، كما ويدعم الجبهة الاسلامية بالعناصر الجيدة ، كما ان الإسلام بأمره بالهجرة يتم حجته على المقاومين لحركة الفتح الاسلامي ، فلا يستطيعون تبرير مواقفهم بأنهم كانوا مضطرين الى ذلك.
بينات من الآيات :
مواقف المجتمع من الجهاد :
[٩٥] بالنسبة الى الجهاد في سبيل الله ، يختلف الناس فيه الى ثلاث فئات : فئة مجاهدة ، وفئة لا تجاهد ولا تستطيع عليه ، وفئة تقعد عن الجهاد وهي قادرة عليه ، والفئتان الاوليتان أفضل عند الله من الفئة الثالثة ، وبالتالي أفضل داخل المجتمع الاسلامي ، ولهما حقوق ليست لسائر أبناء المجتمع.
(لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ـ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ـ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً)
وهذه الدرجة هي : ان المجاهدين تتخصص لهم اموال الامة قبل القاعدين ، وان لهم التأثير في حياة الامة الاجتماعية أكثر من القاعدين ، وفي الاخرة تعتبر أعمالهم أثوب عند الله ، وتقبل صدقاتهم قبل ان تقبل من القاعدين.
ان صلاة المجاهدين في سبيل الله ترفع الى الله بسرعة البرق ، لان صاحبها قرن القول بالعمل ، اما صلاة القاعد فانها قد ترفع أو لا ترفع ، وإذا رفعت فانما ترفع بشروط قاسية ، ومثل الصلاة سائر العبادات والممارسات ، ذلك ان الجهاد في سبيل الله يفتح عقل صاحبه ، ويعطيه الهدى والمعرفة والايمان ، والمجاهد في سبيل الله يزوده الله ببصيرة واضحة في الحياة ، لأنه اقتحم عقبة الذات ولم يعد بينه وبين الحقائق الكونية حاجز من الهلع والخوف والطمع والتردد والشك ، فاذا به