فهي تتطور وفق مقتضيات تحقيق تلك الاهداف ، مثل ظروف الحرب أو الهجرة ، فالصلاة وهي أهم العبادات تختصر بسبب الهجرة أو الخوف.
ثالثا : على المسلم الا ينشغل بالصلاة عن باقي واجبات الاستعداد المادي ، فعليه ان يكون حذرا مسلحا سريعا ونشيطا ، فاذا كان الاستعداد واجبا حتى حين الصلاة ، فكيف به في غير هذه الحالة؟!
بهذا يريد القرآن أن يبيّن لنا مدى الضرورة في تحقيق الشروط الموضوعية للنصر على العدو وعدم التكاسل عن واحد منها ، بتبرير أننا مسلمون وقضيتنا قضية حقة.
والآية الرابعة والاخيرة تبين هذه الحقيقة بصفة اخرى ، إذ تحذرنا من مخاطر الحرب وآلام الهجرة ، وتبين لنا ضرورة الاستعداد النفسي لتحملها ، والا نتصور ان الحرب لعب ، أو ان الهجرة سياحة ، إذ ان هذا التصور قد يؤدي بنا الى الوهن والارتخاء ، والتقاعس عن متابعة المراحل النهائية للحرب ، والاكتفاء فقط بإسقاط الواجب.
بينات من الآيات :
القصر وصلاة الخوف :
[١٠١] في حالة السفر والخوف من العدو ، كما إذا كان المهاجر يتعقبه الكفار ليردوه الى معتقل الكبت والإرهاب ، هنالك لا بأس عليه ان يصلي قصرا ، فيحذف من كل صلاة رباعية ركعتين ، بالرغم من ان الصلاة عبادة موقوتة ، وعلى المسلم أن يؤديها كما هي دون نقيصة ، فانه بسبب السفر أو الخوف يسقط نصف هذه العبادة.
(وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ)