ويعطيهم لا في الدنيا فقط بل وفي الآخرة أيضا.
(مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً)
يسمع ويبصر أقوال وأعمال الناس الحسنة فلا يتركها من دون ثواب عاجل في الدنيا ، وثواب آجل في الآخرة.
خلاصة القول : ان كانت المعصية بدافع الخوف فلنعلم ان الله قادر على أن يدفع عنا ما نخشاه ، وهو أولى بالخوف من أي شيء آخر ، وان كانت المعصية بهدف الحصول على غنيمة ، فان عند الله غنائم أفضل.
المسؤولية الاجتماعية :
[١٣٥] لكي نحافظ على نظافة المجتمع لا بد أن يتوفر عاملان :
الأول : ضمير رادع عن المعصية عند كل شخص (التقوى).
الثاني : احساس الجميع بمسؤوليتهم عن المعصية ، ومحاسبتهم العامل بها أنّى كان ، وقد تحدثت الآيات السابقة عن العامل الأول.
وها هي الآية تتحدث عن العامل الثاني الذي يبرز دوره في الحقوق الاجتماعية ، فلو كان ضمير المجتمع حيا ، ويحس بمسؤوليته ، فانه يقتل الظلم وهو في المهد. إذ ما إن يظلم أحد من الناس حتى يردعه أقرب الناس إليه. من قراباته أو أصدقائه أو زملائه ، وبالتالي من أولئك الذين يرجو أن يدعموا موقفه الظالم. بل قبل أن يهم الظالم باغتصاب حق ، فانه عادة ما يستشير القريبين منه ، ويحاول تهيئة الأجواء لجريمته ، فاذا كان المجتمع واعيا فإنهم يمنعونه عن تنفيذ مخططه فيقتلون الظلم وهو نطفة قبل أن يولد.