وهناك مرحلتان متدرجتان لقيام المجتمع بمسؤوليته تجاه الظلم :
الأولى : منع الظلم ، واقامة العدل.
الثانية : في حالة وقوع الظلم التعاون على إزالته ، وذلك بالشهادة ضده ، ولمصلحة صاحب الحق ، وليس للإنسان أن يسكت عن إعلان موقفه من الظلم وذلك بالشهادة لصاحب الحق ، أنى كانت الظروف ، فلان صاحب الحق ضعيف أو غريب أو فاجر ، أو لأن الظالم له قوة أو من أقربائي أو أصدقائي أو .. أو. لا أستطيع لأي من هذه المبررات أن أسكت عن الشهادة. بل علي واجب أن أشهد لصاحب الحق.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ)
أي اعملوا على تطبيق العدالة. لأن صرح العدل في المجتمع بحاجة الى جهد ضخم ليتم بناؤه.
(شُهَداءَ لِلَّهِ)
أي أقيموا الشهادة بهدف مرضاة الله لا خوفا أو طمعا من أحد حتى ولو كانت الشهادة ضد مصالحكم.
(وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما)
أي لا عليكم إذا كان من تشهدون له غنيا أو فقيرا ، بل هذا أمر يخص الله. أما أنتم فاشهدوا لله.
(فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا)
فلا يضلنكم حب المصلحة ، أو حب الأقارب من اقامة العدل بالشهادة أو بالتنفيذ.