قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً)
المواقف المتزلزلة تجاه القوة :
[١٣٧] والايمان كما لا يتجزأ عضو يا فهو لا يتجزأ زمنيا ، فليس من الايمان في شيء الارتباط بجهة الحق كلما كانت قوية ، ومخالفتها كلما كانت ضعيفة هل هذا ايمان بالحق أم ايمان بالقوة؟
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً)
هؤلاء كانوا يغيرون مواقفهم حسب موازين القوى في المجتمع ، أو حسب رياح مصالحهم الذاتية ، ولذلك فهم بمثابة الكفار الذين لا يغفر الله لهم ذنوبهم ، بل هم أشد سوءا من الكفار إذا انهم تلاعبوا بهدى الله ، واتخذوه مادة المساومة لحياتهم الدنيا ، ولذلك فهم لا ينظرون الى الايمان نظرة الباحث عن الحق ، فيستحيل أن يهتدوا به.
ان من ينظر الى المرأة ليشتريها أو ليعرف قطرها ووزنها لا يمكنه ان ينظر الى الأشياء عبرها لأنه مشغول عن الصور المنعكسة داخل المرآة بفحص زجاجتها ، وإطارها وإتقان صنعها ، كذلك الذي يتخذ من الرسالة وسيلة الارتزاق لا يمكنه ان ينظر إليها الا كما ينظر التاجر الى متجره ، والبقال الى محله ، فلا يسعى من أجل فهمها أو العمل بها ، لذلك فهو لا يهتدي ـ عمره ـ بالرسالة.
المنافقون وحقيقة الارتباط بالأجنبي
[١٣٨] (بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً)