وقبل ان ينهي القرآن هذا الحديث يفتح أمام المنافقين باب الأمل ، ويرشدهم الى التوبة بشرط ان تقارن بإصلاح ما أفسدوه بالنفاق ، وذلك بالولاء التام للمجتمع الاسلامي ، والإخلاص في تطبيق مناهجه سبحانه ، وآنئذ سوف يلحقون بركب المؤمنين الذين أعد الله لهم أجرا عظيما.
بينات من الآيات :
خداع الله!
[١٤٢] يزعم المنافقون : إنهم كما يخادعون حسب زعمهم أبناء المجتمع الاسلامي ، كذلك بامكانهم مخادعة الله لذلك تجد ان أعمالهم الدينية تشبه ممارساتهم الاجتماعية.
فاذا قاموا الى الصلاة تكاسلوا ، وأدوا فقط القشر البارز من الصلاة ، اما جوهر الصلاة فإنهم بعيدون عنه.
بيد أن هذه المخادعة ستنقلب عليهم. إذ أن الله أكبر من أن تنطلي عليه مخادعة العباد ، ويتقبل منهم هذه العبادات القشرية الفارغة.
(إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ)
كيف يخادع الله عباده؟ انه يمكر بهم ، ويكيدهم ، ويكيدهم بأن يمهلهم أياما حتى تسكرهم النعم ، ويفقدوا عقولهم وأرادتهم ، ثم يأخذهم الله فجأة أخذا شديدا كما فعل مثلا بقوم لوط ، إذ بعث الله إليهم بملائكة العذاب في صورة ضيوف ، وألبسهم ثوب الجمال حتى استهووا قوم لوط الذين تعوّدوا على الفاحشة سابقا ، فلما اجتمعوا إليهم ، وكانوا يمنون أنفسهم بليال حمراء ولم يبق في أنفسهم ذرة من التقوى أو الايمان.